6 أخطاء يجب أن تتجنبها الصحافة عند تغطية الانتخابات

نشرت “شبكة الصحفيين الدولين” تقريراً، حول الأخطاء التي يجب أن تتجنبها الصحافة عند تغطية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أو عند الاستفتاء على الدساتير.

ونقلت الشبكة مجموعة من الإرشادات والتحذيرات، التي وضعها “مركز القاهرة لحقوق الإنسان” في دليله الذي حمل اسم “أي دور للإعلام في تغطية الانتخابات العامة؟”.

ومن تلك الأخطاء التي يجب تجنبها في التغطية الصحفية للانتخابات:

عدم الدقة

يجد البعض في عدم وجود قوانين ترعى حرية إتاحة وتداول المعلومات مبرراً لغياب الاهتمام بدقة وصحة المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام، ولذلك يجتهد صحفيون في تقديم ما يرونه -من وجهة نظرهم الخاصة- أنّه الحقيقة أو المعلومة. لكن هذا لا يعني أن الصحفيين لا يتحملون جزءاً من المسؤولية في نشر معلومات تفتقر للدقة، سواءً لعدم اكتراثهم بإنفاق المزيد من الوقت بالبحث عن المعلومة الصحيحة، أو عدم القدرة على تقييم مصداقية المصدر الذي ينقل عنه الصحفي، “فيتحولون إلى مجرد أبواق ينقلون ما يقوله هذا المصدر أو ذاك”. أمّا في فترات الانتخابات فتصبح هذه المشكلة أكثر وطأةً، إذ تكتسب المعلومة أهمية مضاعفة، سواء كانت لها علاقة بالنظام الانتخابي والإجراءات المتبعة، أو بأسماء ومناصب وانتماءات حزبية وسياسية للمرشحين أنفسهم.

وأشار الدليل إلى أنّه على الصحفي الذي يتصدّى لتغطية الانتخابات أن يكون ملماً بالقوانين الانتخابية وبحقوق الناخبين وبأسماء المرشحين وانتماءاتهم، أو على الأقل يتحرّى الدقة عند كتابة ما يمس تلك المعلومات، والانتباه لفكرة أن الجو الانتخابي سواء للمرشحين أو الناخبين “جو عاطفي”، ولذلك يجب الحذر في نقل التصريحات والسياقات التي قيلت فيها تجنبًا للوقوع في فخ المعلومات المنقوصة.

المبالغة

يعمد العديد من الصحفيين إلى استخدام بعض المفردات للتعبير عن رأيهم في ما يحدث، كأن ينقل صحفي خبراً عن مؤتمر جماهيري لمرشح ما فيقول: “مؤتمر جماهيري ناجح للمناضل فلان”، أو “توقع فوز كاسح للمرشح فلان”، ولذلك يجب على الصحفي التفريق بين الرأي والخبر، وأن ينأى بنفسه عن استخدام بعض المفردات أو العبارات غير الدقيقة، والتي تحمل قدراً من الإثارة والتعصب، أو تحمل دلالات سلبية أو إيجابية خاصة في نقل الأخبار، وعلاوة على ذلك فإنه يجدر بالصحفي أن يدقق كثيراً في اختيار الصورة التي ينشرها مع الخبر، فقد تكون بعض الصور موحية سلباً أو إيجاباً لصالح أو ضد مرشح ما.

نقل الأخبار أو التصريحات “بتصّرف”

النقل عن مصدر معين يقتضي أن يكون المصدر متخصصاً في مجاله، وأن يكون المنقول عنه مفيداً ويهم المتلقين، وأن يتم النقل بمنتهى الأمانة، فلا يتم بتر كلامه أو نزع بعض العبارات من سياقها، ومع ذلك فإن بعض الصحفيين يلجأون -لاعتبارات متعددة- إلى ما يُعرف بالنقل بتصرف، كأن ينقل بعض الكلام الذي يتفق مع وجهة نظره أو توجهات الصحيفة، أو يعيد صياغة ما قاله المصدر، وهو الأمر الذي غالباً ما يوقع هؤلاء الصحفيين في مأزق لاحق، عندما يتقدّم المصدر بشكوى من أن تصريحاته تعرضت لتحريف أو اجتزاء، فيطالب بتصحيح الأمر واعتذار الصحيفة.

ووفق الدليل، ونظراً لأهمية فترة الانتخابات، فمن الضروري نقل التصريحات بشكل حرفي ودون أدنى تدخل من الصحفي، إلاّ أن ذلك لا يعني أن ينقل كل ما يُقال دون تأكد من صحته، ودون تيقّن أنه لا يمس مرشحين آخرين. فالمقصود بذلك هو “أن آداب المهنة تقتضي نقل ما قيل بأمانة بعد التأكد من صحته ومن أنّه لا يمس الآخرين، بصرف النظر عن هوية هؤلاء الآخرين”.

القفز عن الحقائق

مهمة الصحفي في الانتخابات هي تقديم المعلومات المؤكدة، وليس ما يعتقد أنه سيحدث من خلال متابعته، بمعنى أن بعض الصحفيين يتسرعون تحت ضغط الرغبة في تحقيق سبق صحفي مثلاً، أن يعلنوا نتائج بفوز مرشح معين، نتيجة مشاهدة الصحفي لما يحدث في الدائرة أو نتيجة فرز نسبة من الأصوات، وينقل ذلك باعتباره خبراً، مما قد يؤدي إلى شيوع اتهامات بالتزوير في الدائرة.

أمّا الفيصل الحقيقي في الانتخابات هو صندوق الاقتراع، وما يسفر عنه من نتائج يتم إعلانها بشكل رسمي. فليس من مصلحة الصحفي القفز عن الواقع، وتقديم استنتاجات متسرعة وغير دقيقة للقارىء.

التعتيم والانتقاء

عادة ما يدفع التحيز من قبل الصحفي أو الصحيفة إلى القيام بانتقاء بعض الأحداث أو التصريحات أو حتى الصور، التي تتعلق بمرشح معين ليبرزها دون سواها، خاصةً إن كانت إيجابية أو في صالح هذا المرشّح، بينما يغفل عن عرض مشاهد وصور أخرى في حال كانت سلبية أو ليست في صالح المرشح نفسه.

ولذلك عند صياغة موضوع صحفي متوازن لا بد من طرح وجهتي نظر الطرفين، فإذا قطع مرشح على نفسه وعوداً أو اتّهم أشخاصاً أو جهات بأي اتهامات خلال الحملة الانتخابية، فعلى الصحفي تضمين موضوعه مواقف معاكسة للتصريح ضماناً للحياد والموضوعية، وإذا شهد مؤتمراً للمرشح وظهرت مواقف أو تصريحات توضح جانباً سلبياً،ا لابد من ذكرها جنباً إلى جنب مع المواقف الإيجابية، وبنفس المساحة.

إخفاء المصدر

يقول الدليل أن الخبر يكتسب مصداقيته من مصدره، فإذا نُشر الخبر غير منسوب لمصدر، أو منسوب لمصدر مجهول، كأن ينسب الصحفي الخبر لمصدر مسؤول أو مطّلع أو قريب من الأحداث، دون ذكر اسمه أو وظيفته. ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة معظمها متّصل بتحيز الصحفي أو الصحفية أو لاعتبارات سياسية.

لكن هذا النوع من الأخبار لا يجب أن يمتد إلى التغطية الانتخابية، فهو من ناحية غير مهني، ومن ناحية أخرى يثير مشاكل عدة بين المتنافسين في العملية الانتخابية، خاصةً إذا ما ترافق ذلك مع تعمّد عدم التغطية أو تجاهل أخبار مرشح معين، مقابل ذكر مصادر أخبار مرشح آخر.

المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين + ميثاق شرف للإعلاميين السوريين