وسائل الإعلام المستقلة ودورها بتحسين وتعزيز حرية المعلومات

على هامش المنتدى الذي عقده “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين” حول “كيفية استثمار وسائل الإعلام المستقل في تحسين وتعزيز حرية المعلومات”، أكد المشاركون على أهمية المنتديات التي تجمع وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، في نشر ثقافة حق الحصول على المعلومات وتقوية حساسية الجمهور تجاه هذا الحق، بما يساعده على اتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة.

وعقد المنتدى الإثنين 22 آب – أغسطس 2022 في مدينة غازي عنتاب التركية، وتضمن ثلاث جلسات أدارتها الدكتورة منى مجدي عبد المقصود، بحثت خلالها مفاهيم ومؤشرات دور وسائل الإعلام المستقلة فى تزويد الجمهور بالمعلومات، بالإضافة إلى حدود ما ينبغى نشره، وتحديد جودة ومستوى المعلومة، وآليات تحسينها، كما ناقش المنتدى  الأساليب الحديثة لتطوير مهارات الجمهور فى الدراية الإعلامية والمعلوماتية.

تعزيز دور الجمهور

قال إبراهيم صباغ مدير الأخبار في قناة “حلب اليوم”: “إن المنتدى مفيد جداً، ولاسيما فيما يخص تنبيه وسائل الإعلام الى رفع مستوى الوعي لدى الجمهور، أو تعاطيه مع الوسائل الإعلامية، والمصادر الخبرية، ومحاكمتها من خلال التدقيق فيها والتمحيص والتمييز ما بين الخبر ومقال الرأي”.

وأضاف صباغ أن المنتدى عزز مهارات المشاركين في كيفية مساعدة الجمهور على التعامل مع وسائل الإعلام، مؤكداً على أهمية مناقشة هذا الموضوع لندرة التطرق إليه، وتمنّى أن تتبنى وسائل الإعلام مخرجات المنتدى والعمل على أخذها كاستراتيجية خلال الفترة القادمة.

وأشاد مدير الاخبار في قناة “حلب اليوم” بالمعلومات التي ناقشها المنتدى نوعاً وكمّاً وطريقة عرض.

تطوير استراتيجيات وسائل الإعلام

من جهتها.. قالت الدكتورة ندى أسود  عضوة لجنة الشكاوى بـ”ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”، إنها لأول مرة تشارك في منتدى يضم إعلاميين مع منظمات مجتمع مدني، ويتم الحديث بشيء من الشفافية عن إعلام مستقل، له دور فاعل من خلال تضافر الجهود.

وأضافت أسود أن نقاطاً مهمة كثيرة تم تسليط الضوء عليها خلال المنتدى، ولاسيما مايتعلق بلفت انتباه وسائل الإعلام إلى أن الجمهور واعٍ ويمتلك الخبرة لتقييم مقالة أو خبر ويبحث عن المعلومة، ويعرف بالضبط ماذا يريد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ارتفاع مستوى الوعي لديه.

ووصفت أسود النتائج التي خلص إليها المنتدى بالمهمة جداً، ويجب أن تتوقف عندها وسائل الإعلام كثيرا، لأن حالة الوعي التي وصل إليها الجمهور يجب أن تكون ماثلة أمام خطط واستراتيجيات هذه الوسائل مستقبلاً.

وأكدت أسود أن على وسائل الإعلام الاستفادة من هذا المنتدى لتطوير عملها، وذلك من خلال أخذ آراء الجمهور على محمل الجد، وسماع مطالبه لتطوير أدواتها لتوصل المعلومة له بالطريقة والنوعية التي يراها مناسبة.

وقالت  عضوة لجنة الشكاوى بـ”ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”، إن المنتدى أضاء على نقاط مهمة جداً، وجاء على مستوى التوقع لأنه لم يتحدث في أشياء تقليدية، وجاء بعيداً عن المثاليات والأحلام التي ليس لها أساس في الواقع، وتوقعت أنه في حال تبنّت وسائل الإعلام نتائج المنتدى وأخذتها على محمل الجد، يمكن أن يكون لها أثر كبير في المستقبل.

تجربة جديدة ومميزة

 

أما الصحفية المستقلة غادة باكير فقالت “إنها المرة الأولى التي أحضر فيها جلسات أو منتديات مع “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”، ووصفتها بالتجربة الجديدة والمميزة، حيث جمع المنتدى بين منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، كي يكون هذا المنتدى خطوة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين بحيث يكمل أحدهما الآخر من خلال عملهما”.

وتضمن المنتدى أفكاراً كثيرة جديدة تطرح للمرة الأولى، بحسب باكير، ولاسيما أنه أظهر لجميع المشاركين الفجوة بين وسائل الإعلام والجمهور والمجتمع المدني، وهذا مايجب العمل عليه خلال الفترة القادمة، من خلال ردم هذه الفجوة بحيث يكون استهداف الجمهور بشكل أرقى بما يناسب حالة الوعي التي ظهرت من خلال المنتدى، وتحديد طرق جديدة لإيصال الرسالة التي تسعى وسائل الإعلام لإبلاغها لجمهورها، وفق رأيها.

وختمت الصحفية باكير حديثها بتقديم الشكر لـ”ميثاق شرف للإعلاميين السوريين” على دعوتها لهذا المنتدى، مبدية رضاها عما قدمه، وقالت إن ما كانت تتوقعه منه رأته بالفعل، مبدية إعجابها لما قدمه من طرح أفكار بشكل مبتكر، وأضافت أن المنتدى شهد طرح أفكار متناقضة ولكن في إطار احترام الآراء ووجهات نظر الآخرين.

 

يذكر أن “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين” أخذ على عاتقه منذ تأسيسه الارتقاء بالمعلومة ومصداقيتها وطريقة تقديمها للجمهور، وتفعيل نظام الشكاوى، من خلال سلسلة فعاليات تضمنت منتديات وورشات تدريب لصحفيين ومدراء وسائل إعلام سورية.