بات واضحاً أنّ مستخدمي مواقع التوصل الاجتماعي الذين لديهم إمكانية الدخول على الإنترنت يستعملون هذه المواقع كمصدر للأخبار، الأمر الذي أدّى إلى تقويض دور النماذج التقليدية في هذا المجال.
خلال السنوات الماضية أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً للأخبار، تعتمد عليه كثير من وسائل الإعلام الكبرى كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مهمة لانتشار المؤسسات الإعلامية.
ورغم ذلك يحذر مختصون في هذا المجال من خطورة الاعتماد الأعمى على أخبار هذه المواقع، مشددين على ضرورة التدقيق الشديد على تلك الأخبار قبل بثها حتى لا تفقد المؤسسة مصداقيتها.
كذلك لم يعد المراسلون والمحررون بحاجة إلى أن يكونوا في غرفة الأخبار يتطلعون إلى ما تبثه وكالات الأنباء أو في مواقع الحدث، حيث أن مواقع التواصل الاجتماعي أضافت بعدًا جديدًا لجهد جمع الأخبار والمعلومات، إلا أن ذلك يحتاج لخطوات ضرورية لا بد من استخدامها من قبل الصحفيين للتحقق من كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتساعد عملية البحث الأولي في جمع معلومات تتعلق بتاريخ وموقع حدوث الواقعة ومعرفة الجهة الأولى التي قامت بنشرها. أمّا إذا كان المحتوى عبارة عن مقطع فيديو، ففي هذه الحالة هناك خطوات معروفة للكشف عن صحته قبل النشر، تبدأ بأخذ صورة ثابتة من مقطع الفيديو، ثم تحميلها على موقع جوجل للصور، لتكشف لك نتائج البحث عن بعض الحقائق وعمّا إذا كان المقطع تم فبركته أو لا. أما للتحقق من الصور فقد يكشف محرك البحث عن الصور تين إي، كافة المعلومات من أين جاءت الصورة، لمن هي وكيف تم تداولها على مواقع الانترنت.
وفي أوائل عام 2014 أصدر مركز الصحافة الأوروبية دليل التأكيد من الأخبار والذي تضمن الكثير من الدروس والحالات العملية، إضافة للخطوات التي تساعد الصحفي للوصول إلى الحقائق وتقلل من تكرار نشر الشائعات.
من جانبهم، يقول مختصون إن منهجية التحقق الأولي من المعلومات والصور والوثائق والأخبار المتداولة تقسم إلى خطوات أساسيّة:
-جمع البيانات الوصفية من الأدلة البصريّة، وتتضمن بعض البيانات الوصفية: تاريخ ووقت التحميل، اسم المستخدم الذي قام بالتحميل، عنوان الفيديو ووصفه، الموقع الجغرافي والجهاز المستخدم لتحميل الفيديو.
-التحقق من مصدر الفيديو أو الصور والخبر، ما إذا ما إذا كان المصدر مألوفًا لعدد من الصحفيين السوريين المهنيين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي.
-التحقق من الموقع الجغرافي، للتثبت من أن الحدث حصل بالفعل في سوريا، وقد يتمّ ذلك من خلال مقارنة النقاط المرجعية في الفيديو أو الصور(مثل المباني، الجبال، نطاقات الأشجار، المآذن) مع صور الأقمار الصناعية التي يوفرها غوغل إيرث، والصور المتوفرة في OpenStreetMap والصور الجغرافية من Panoramio. بالإضافة إلى ذلك إذا كانت معلومة يمكن التواصل مباشرة بمصدر المعلومة ومقاطعتها مع المعلومات المتوفرة لدى الصحفي أو التي جمعها من مصادر ثانية.
-التحقق من تاريخ نشر الخبر أو الفيديوهات والمعلومات، من خلال الرجوع إلى تاريخ النشر على منصات شبكات الإعلام الاجتماعية (فايسبوك ويوتيوب وتويتر) ومقارنتها مع تواريخ التقارير المتعلقة بذات الحادثة من وكالات دولية أو محلية أو تقارير حقوق الإنسان المنشورة.
توازيًا، وجد استطلاع للرأي أن أكثر من نصف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يعتمدونها كـمصادر للخبر ويرفضون دفع الأموال للمصادر التقليدية من أجل ذلك. وقد اعتمدت النتائج التي توصل إليها معهد رويترز لدراسة الصحافة في بريطانيا، والتي نشرت منتصف يونيو/حزيران 2016، على استطلاع للرأي شمل 50 ألف مستخدم لشبكة الإنترنت في 26 دولة.
وتوصل الاستطلاع إلى أن 51% من المستخدمين يعتمدون مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، فضلا عن أن واحدًا من كل عشرة مستخدمين أي بنسبة 12% يقولون إنهم يعتمدون مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار. وأشار التقرير إلى أن فايسبوك هو الشبكة الأكثر أهمية والأكثر شيوعًا بين المستخدمين بنسبة 44% ممن شملتهم الدراسة من حيث قراءة ومشاهدة الأخبار وتبادلها، يليه يوتيوب بنسبة 19%، ثم تويتر بنسبة 10%.
مصدر المقال: شبكة الصحفيين الدوليين
لقراءة المقال من الموقع الأصلي اضغط هنا