الجمعية العامة لميثاق شرف.. رؤية مستقبلية أوسع ومشاريع مشتركة مع الأعضاء

أقر أعضاء الجمعية العامة لهيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، الخطة الاستراتيجية المستقبلية لـ”الميثاق”، باجتماعهم الاستثنائي، الذي عُقد الثلاثاء الماضي 18-4-2023، بحضور مدراء ومسؤولين من 13 مؤسسة إعلامية، أعضاء في “الميثاق”.
افتتح ميسر الاجتماع أكرم الأحمد، عضو مجلس إدارة “الميثاق” ومدير المركز الصحفي السوري، الاجتماع بالتعريف بالأعضاء الحاضرين، واستعرض بعد ذلك ملحم العبد الله المدير التنفيذي لـ”الميثاق” أهم الإنجازات خلال عامي 2021-2022.
ناقش أعضاء الجمعية العامة مع مجلس إدارة “الميثاق” خلال الاجتماع، مسودة الخطة الاستراتيجية التي أعدها المجلس، مسبقاً، كما استعرض المدير التنفيذي لـ”الميثاق”، أبرز الأعمال المنجزة خلال عامي 2021 و2022.
إلى جانب ذلك ناقش الحاضرون كيفية تعزيز فعّالية أعضاء “الميثاق”، من خلال طرح العديد من المشكلات التي تواجه الأعضاء، والثغرات التي يمكن تلافيها من قبل الإدارة الحالية، لتعزيز دور الأعضاء، وبالتالي تحقيق الهدف المنشود.
وخلال الجلسة الأخيرة من الاجتماع، ناقش الحاضرون، مسودة مقترحات أعدها المجلس، لتنفيذ مشاريع مشتركة، بين “الميثاق” وأعضاءه، بما يحقق استدامة واستقرار مؤسساتي للطرفين، ويعزز في الوقت ذاته من فعالية الأعضاء.
أبرز الإنجازات
في بداية الاجتماع، استعرض ملحم العبد الله المدير التنفيذي لهيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، أهم إنجازات “الميثاق” خلال العامين الماضيين 2021/2022، وعلى رأسها استكمال إعداد نظام الشكاوى واعتماده من الجمعية العامة لـ”الميثاق”، إضافة إلى استكمال إعداد مدونة السلوك المهني للميثاق، وإطلاق لجنة الشكاوى في 2 شباط 2022.
وأضاف العبد لله أن “الميثاق” نفذ خلال هذه الفترة خمسة مشاريع تتعلق بـ”تحسين جودة المحتوى في الإعلام السّوري المستقل”، و”رفع وعي الصحفيين السوريين بحق حرية المعلومات ودورها في تعزيز الديمقراطية”، و “دور الصحافة المستقلة في المساءلة وتوفير تدفق حر للمعلومات” و “رفع وعي الصّحفيين السّوريين بأهمية ودور الصّحافة الأخلاقيّة في تعزيز السّلم الأهلي”، بدعم من عدة منظمات عالمية.
كما استعرض مجموعة ورشات العمل والمنتديات التي نفذها “الميثاق” خلال هذه الفترة، والبالغ عددها 22 ورشة تدريب ومنتدى، وعدد المستفيدين من المؤسسات والصحفيين العاملين.
ناقشت هذه التدريبات والمنتديات، مواضيع إعلامية متنوعة، حسّنت من أداء الإعلام المستقل والصحفيين السوريين، بشكل عام، منها كان تحت عنوان “النوع الاجتماعي والإعلام”، “حق الحصول على المعلومات كحق إنساني أساسي”، “المساءلة في الإعلام”، “الصحافة المهنيّة والأخلاقيّة، ودورها في تعزيز قيم الديمقراطيّة”، “حقوق الجمهور ووسائل الإعلام كعلاقة متبادلة”، وآخر هذه التدريبات كان تحت عنوان “التغطيّة الإعلاميّة المتوازنة للقضايا الحسّاسَة في مناطق النّزاع، واستخدام أفضل المُمارسات الصّحفيّة التي تُساهم في تعزيز السِّلم الأهلي”.
نحو استراتيجية موسّعة وهادفة
في ظل التطور الكبير الذي تشهده الساحة الإعلامية السورية، كان لا بد لـ”الميثاق” وأعضاءه، من مواكبته وتذليل العقبات والتحديات المحتملة، وبالتالي تطوير الأدوات والوسائل التي تساعد في تحقيق الهدف، لذلك، أعد مجلس إدارة “الميثاق”، مسودة استراتيجية موسّعة وجديدة، تنسجم مع التغيرات في المشهد السوري العام، آخذين بعين الاعتبار ضرورة تفعيل آليات الرقابة وصولاً إلى وسائل للتحقق من نشر ثقافة الصحافة الأخلاقية في سوريا وفي دول الجوار.
من هذا المبدأ العام، تحدث أكرم الأحمد، وأوضح أن مجلس الإدارة اجتمع على مدار عدّة أيام، خلال نيسان/ أبريل الحاليّ، ووضع مسودة الاستراتيجية الحالية (استراتيجية العام 2023)، ليتم تقديمها لاجتماع الجمعية العامة ومن ثم تبنيها وتحويلها إلى خطط تنفيذية يشرف عليها مجلس الإدارة.
بعد ذلك بدأ العبد الله باستعراض أهم النقاط الواردة في مسودة استراتيجية هيئة الميثاق، والمتمثلة بنقاط القوة والتحديات التي تواجهها الهيئة، إضافة إلى تحليل تفصيلي لبطاقات الأداء المتوازنة، ومن ثم عرض الأهداف الاستراتيجية والمبادرات المرتبطة بكل هدف مع توزيع المسؤوليات ومخطط زمني للتنفيذ.
الأهداف الاستراتيجية
مجلس إدارة “الميثاق”: بناءً على تحليل بطاقات الأداء المتوازنة نستطيع بناء الأهداف التالية
1- تحسين مستوى انخراط الأعضاء.
2- تحسين مستوى رضا الشركاء المانحين الحاليين.
3- تحسين صورة “الميثاق” كشبكة عابرة للجغرافيا.
4- تحسين شراكات “الميثاق”.
5- تحسين مستوى الاستقرار القانوني لـ”الميثاق”.
6- مراجعة سياسات “الميثاق”.
رئيس مجلس إدارة “الميثاق”، ومدير صحيفة حبر، أحمد العبسي، أشار إلى أهمية إبداء جميع أعضاء “الميثاق” الحاضرين، رأيهم وملاحظاتهم على الخطة الاستراتيجية الجديدة، لأخذها بعين الاعتبار وإدراجها ضمن خطة العمل المستقبلية، ليستمر نقاش الحاضرين _بعد بعرض الخطة_ عن الأهداف الاستراتيجية وآليات تنفيذها.
بطاقة الأداء المتوازنة تتضمن أربعة محاور أساسية؛ المالي (تحقيق الاستقرار والنمو المالي)، الداخلي (المأسسة والتطوير المؤسساتي)، التعلم والنمو (تطوير الخدمات)، الزبائن (المانحون – الأعضاء – قطاع الإعلام – المجتمع).
أشار “الأحمد” إلى نقاط القوة التي يملكها “الميثاق”، كونه الشبكة الوحيدة العابرة للجغرافيا، وأنه تجربة مُلهمة لعدد من المبادرات في مناطق مختلفة، مؤكداً على تكامله بالمعنى المؤسساتي مع رابطة الصحفيين السوريين، وغيرها من المؤسسات.
واستطرد موضحاً التحديات التي تواجه هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، الخارجية والداخلية، ولاسيما السياسية منها، بالإضافة إلى التمويل الذي انخفض مستواه بسبب أزمة أوكرانيا من جهة، وتململ المانحين من الوضع السوري من جهة ثانية، وحالة الإحباط العام في سوريا، مضيفاً أن التحديات الداخلية تتلخص بانخفاض مستوى انخراط الأعضاء في عمل “الميثاق”، وعدم بروز “الميثاق” كحالة مفيدة للمؤسسات الأعضاء والعاملين فيها.
وفُتح باب النقاش وإبداء الملاحظات حول الاستراتيجية، وعرض بعض المشاركين ملاحظاتهم حولها، وسط تشديد على أهمية الهدف الأول المتضمن: “تحسين مستوى انخراط الأعضاء في عمل “الميثاق”، ووفق رأي ياسر خير الله مدير “راديو الكل”، فإن هذا الهدف مرتبط بما يليه من أهداف بل وهو الركيزة الأساسية لكل ما يليه.
ركّز عمار زيادة مدير التحرير في جريدة “عنب بلدي” في حديثه، على ضرورة ترويج “الميثاق”، على منصات الأعضاء وعبر جمهور هذه المنصات، مشيراً إلى أن عدد الشكاوى التي وصلت إلى لجنة الشكاوى المنبثقة عن “الميثاق”، لا يتناسب مع حجم العمل المبذول، وأكد في نهاية حديثه أن الهدف الأول من الأهداف الواردة في الاستراتيجية، وهو الانخراط في عمل “الميثاق” من قبل الأعضاء، هو الذي يساعد في الترويج لـ”الميثاق” ولجنة الشكاوى.
ريم الحلبي مديرة “راديو نسائم سوريا” بدورها طرحت فكرة أن “يتم رصد المحتوى لبعض المواد المنشورة على منصات المؤسسات المنضمة حديثاً إلى هيئة الميثاق، وذلك لضمان عدم وجود انتهاكات في المحتوى، في ظل عدم وجود شكاوى من الجمهور، على الانتهاكات، وذلك يضمن التزام المؤسسات الموقعة على الميثاق بالمبادئ والمعايير التي وقعت عليها عندما انضمت إلى هيئة الميثاق، ولاسيما إذا كان الرصد والتقييم من قبل مختصين وليس من قبل الجمهور”.
كما طرحت أسئلة حول معايير انضمام المؤسسات الإعلامية وكيف يتم متابعة التزامها بمعايير الميثاق، وهل يمكن لنظام الشكاوى أن يكون له دور أكبر بالمراقبة والتقييم للمحتوى بدون وصول شكاوى، وتساءلت حول متابعة الالتزام بهذه المعايير على الأقل لمدة زمنية محددة بعد دخولها “الميثاق”.
محمد الصطوف عضو مجلس إدارة “الميثاق”، ومدير قسم الرصد والتوثيق في رابطة الصحفيين السوريين، أكد على أهمية الأسئلة التي طرحتها ريم الحلبي، موضحاً أن موضوع إنشاء لجنة لمراقبة المحتوى هو أمر فيه إشكالات عديدة، أبرزها أن أعضاء لجنة الشكاوى كلهم متطوعون، مشيراً إلى أنه “يمكن التفكير في مراجعة معايير انضمام المؤسسات وتوسعتها بشكل أكبر، وذلك لتلافي المشكلة قبل وقوعها”.
وأضاف الصطوف أنه يوجد معايير واضحة على موقع هيئة الميثاق لكل مؤسسة تطلب الانضمام لـ”الميثاق”، وهناك معايير يجب أن تحققها المؤسسة، ولاسيما إثبات استقلاليتها، بالإضافة لإرسال السياسة التحريرية، وبعد الاطلاع عليها وعلى المواد التي تنشر على منصاتها، تتخذ هيئة الميثاق قرارها بضم أو رفض طلب انضمام هذه المؤسسة، وفقاً للشروط والمعايير.
من جانبه سلّط حسن الخلف عضو مجلس إدارة “الميثاق”، وممثل عن شبكة “درعا 24″، الضوء في حديثه، على أهمية استعراض الأنشطة في مسودة الاستراتيجية الواردة كتفصيل تحت كل هدف من الأهداف الاستراتيجية، للإجابة عن الاستفسارات التي طلبها المشاركون.
شاطره الرأي بذلك “الأحمد” و”العبدالله”، اللذان أكدا على كل هدف من الأهداف الواردة في الاستراتيجية الجديدة، تحتوي على تفاصيل عديدة وموسعة، بدءاً من الهدف المباشر وكيفية قياسه، والمبادرات التي يتطلبها تحقيق هذا الهدف الكبير، وليس انتهاءً بالمسؤولية عن تنفيذه وعلى من يقع عاتق التنفيذ، ضمن إطار وجدول محدد زمنياً.
زيادة فعالية الأعضاء.. مشاريع مشتركة
في سياق الاجتماع، ناقش الحاضرون كيفية زيادة فعالية أعضاء “الميثاق”، عبر التفكير بوسائل جديدة تحقق هذا الهدف، وبالتالي تمكين “الميثاق” وأعضاءه، من تحقيق الأهداف الاستراتيجية الجديدة، إضافةَ لتمكين “الميثاق” وأعضاءه من تحقيق الاستدامة المنشودة ومواجهة مختلف التحديات.
عبد الناصر العايد مدير موقع “جسر” قال: “يجب أن نعمل على توطيد الروابط الاستراتيجية بين وسائل الإعلام السوري وبين “الميثاق”، والتفاعل بشكل أكبر بين الأعضاء، وألا يكون العمل مقتصراً على الورشات والشكاوى فقط، بل يجب أن نتعاون ونزيد اهتمام وسائل الإعلام السورية ببعضها، من أجل الوقوف في وجه التحديات التي تهدد مستقبل جميع مؤسسات الإعلام السورية المستقلة”، مضيفاً أنه “على هيئة الميثاق المحافظة على المؤسسات الأعضاء، ولاسيما الأضعف، وذلك من خلال دعمها لضمان استمراريتها، والتفكير بمشاريع مشتركة معها”.
من جهتها كشفت لينا الشواف نائبة رئيس مجلس إدارة هيئة الميثاق ومديرة “راديو روزنة” خلال مداخلتها، عن قيام هيئة الميثاق بمراسلة الاتحاد الأوروبي، وذلك لبيان ضرورة مشاركة مؤسسات الإعلام السورية المستقلة في اجتماعات بروكسل واجتماعات المانحين، ولاسيما الاجتماع القادم المتعلق بالوضع السوري، وأضافت أن هيئة الميثاق طالبت بوجود أقوى لها ولمؤسساتها في هذه المحافل.
يشار كمال مدير “وكالة قاسيون” أكد على أهمية أن تقوم هيئة الميثاق بإشراك جميع المؤسسات الأعضاء بالمنح المالية التي يمكن أن تحصل عليها، من خلال المشاركة في صناعة محتوى يخص الميثاق أو لجنة الشكاوى، وتساءل إن كانت هيئة الميثاق قادرة على معالجة انتهاك في إحدى المؤسسات الإعلامية في العراق إن كان مثبتاً بالدلائل والحقائق، كما طرح مشكلة عدم وصول إيميلات للمشاركة في حملات الترويج الممولة التي يقيمها “الميثاق”.
أكرم الأحمد، تحدث عن صعوبة معالجة الشكاوى بشكل قانوني خارج الجغرافية السورية، أو خارج منظومة عمل الميثاق، وأوضح أن دور هيئة الميثاق ولجنة الشكاوى هو دور أخلاقي فقط، وليس قضائي، ودوره يقتصر على مخاطبة المؤسسات الموقعة على الميثاق.
وأضاف أنه يمكن أن يكون في المرحلة القادمة دور أكبر من الدور الأخلاقي، والانتقال إلى خطوات عملية أكبر في المستقبل.
وبعد أن أدلى المشاركون بملاحظاتهم، أُقرّت مسودة استراتيجية هيئة الميثاق لعام 2023، واعتُمِدَت من المؤسسات الحاضرة “أعضاء الجمعية العامة” كخطة عمل لهيئة الميثاق بإجماع الحاضرين، مع الأخذ بالملاحظات التي قدمها المشاركون.
انتقل المشاركون بعد ذلك إلى مناقشة إعداد مقترحات مشاريع مشتركة وتقديمها للداعمين، باسم هيئة الميثاق والمؤسسات الأعضاء، وذلك عبر طرح عرض تقديمي للمساعدة في بناء خطة عمل المشروع المقدم سواء للاتحاد الأوروبي، أو للصندوق الكندي لدعم المبادرات المحلية، وبيّن أكرم الأحمد خلال العرض التقديمي، النقاط التي يمكن أن تتعاون مؤسسات “الميثاق” على تنفيذها كمشروع منجز.
أوضح الأحمد خلال استعراضه الفرص التي يمكن أن تستفيد منها هيئة الميثاق ومؤسساتها، لإعداد المشروعين، وسط مناقشات ومداخلات من الأعضاء للوصول إلى المشروع الأنسب لجميع المؤسسات التي يمكن أن تساهم فيه وتستفيد منه.
واختتم الاجتماع بالتوافق على فكرة المشروعين اللذين ستقدمهما هيئة الميثاق إلى كل من “الاتحاد الأوروبي” و “الصندوق الكندي”، مع التأكيد على إطلاع المؤسسات الأعضاء على نتائج التقديم لهذه المشاريع، والأجزاء التي يمكن أن تنفذها كل مؤسسة حسب إمكانياتها.