بمشاركة صحفيين وصحفيات من الداخل السوري.. انطلاق الورشة التدريبية حول “المساءلة والإعلام”

 

انطلقت، صباح اليوم الأربعاء 26/7/2023، فعاليات الورشة التدريبية حول المساءلة وارتباطها بوسائل الإعلام، وأدوات المساءلة ووظائفها، التي تقيمها هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، عبر تقنية “ZOOM”.

 

وبدأت المُدرّبة الصّحفيّة أروى الكعلي، الأستاذة المساعدة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار في تونس، الجلسة الأولى بتعريف المساءلة، موضحة أنها ضمان تقييم الأفراد أو المؤسسات على أدائهم، أو سلوكهم المرتبط بأمر معين يتحملون مسؤوليته، من خلال معايير ومسؤوليات واضحة يتم تقييمهم من خلالها.

 

وأكدت الكعلي أن الهدف الرئيس من المساءلة هو تعزيز الشفافية والمساءلة القانونية والأخلاقية في أداء الأفراد والمؤسسات، من خلال التحقق من الالتزام بالمعايير المهنية، والقوانين واللوائح الناظمة، وتنفيذ المهام والمسؤوليات الموكلة إلى المؤسسات والأفراد بشكل سليم وفعال.
انتقل المشاركون في الورشة التدريبية بعد ذلك لمناقشة شروط وركائز المساءلة، في النظام الديمقراطي اللامركزي، كالشفافية والنفاذ للمعلومة والإعلام المواطني، والمجتمع المدني الفاعل، والإدارة السياسية، والمشاركة المواطنية الواسعة، ونفذوا تدريباً على المعلومات التي تلقوها خلال الجلسة الأولى.

 

الجلسة الثانية تضمنت دور الإعلام في المساءلة من خلال تسليط الضوء على القضايا المهمة التي يجب أن يكون لها تأثير في المجتمع، وأشارت الكعلي إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون ناقلاً للأصوات غير المسموعة والمظلومة وتعزز المشاركة المدنية، من خلال تمكين الجمهور من التحليل الذاتي للمعلومات والأحداث، وأضافت أن لوسائل الإعلام دور في مساءلة ومراقبة الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد، من خلال تحليل ونقاش أدائها، وكشف الفساد والانتهاكات وتوفير المعلومات والبيانات الحيوية للجمهور.

 

وانتقل المشاركون بعد ذلك لمناقشة الأدوار الرئيسية لوسائل الإعلام في المجتمع، وأهمها تزويد المجتمع بالأخبار المهمة والموثوقة، إضافة إلى رقابة ضمان الحوكمة الرشيدة، واعتبار وسائل الإعلام منصة للنقاش الديمقراطي وتبادل وجهات النظر، ومرآة للتنوع في المجتمع.

 

الكعلي أكدت خلال مناقشة ارتباط المساءلة بوسائل الإعلام إلى أن المؤسسة الإعلامية يجب أن يكون لديها الوعي واليقظة والمتابعة اللصيقة للحكومة والسياسيين، وأن تمتك مهارات تسمح لها بمساءلة الحكومة، من خلال استراتيجيات تمكنها من لعب دورها في حماية المصلحة العامة، وتطبيق هذه الاستراتيجيات، وذلك بالاعتماد على التقييم الدوري لما تنفذه وتقوم به من أعمال مساءلة، وقياس التحسن في أدائها بالمساءلة، لتصل في النهاية إلى قياس الأثر الذي حققته من خلال عملها بالمساءلة على المدى القريب والبعيد.

 

نفذ المشاركون بعد ذلك تدريبا حددوا من خلاله موضوعاً آنياً يهم البلد، واختاروا وسائل إعلام محلية وإقليمية، من خلال مقارنة تغطيها للموضوع، وذلك لتحليل مدى حضور المساءلة في هذه المحتويات، وتحديد الجهة محل المساءلة، وكيفية إشراك الجمهور فيها، من خلال العمل على قياس الأثر في المؤسسة المختارة.

 

الجلسة الثالثة كان محورها الأساسي أسباب مساءلة وسائل الإعلام من قبل الجمهور، ونفذ المشاركون خلالها تدريبا اختاروا خلاله موقعا إخباريا محليا أو إقليميا وعملوا على تحديد مدى التزامه بمعايير مساءلة وسائل الإعلام كإعلان سياسة التصحيح، والهيكل التحريري، ومصادر التمويل، والميثاق التحريري، والالتزام بمواثيق مهنية، وتوفير آلية واضحة لتلقي الشكاوى ومعالجتها.

 

وتستكمل الورشة التدريبية أعمالها غدا الخميس، حيث يناقش المشاركون أدوات وآليات المساءلة من خلال تسليط الضوء على كيفية تطبيق المساءلة في العمل الصحفي وتأثيره بالمجتمع.