إجماع على أهمية الورشة لوسائل الإعلام والعاملين فيها.. آراء المشاركين في الورشة التدريبية حول “المساءلة والإعلام”

بهدف تعريف الصحفيين بمفهوم وأدوات المساءلة وأهميتها على مستوى الفرد والمجتمع، وتمكينهم من فهم دور الإعلام في تعزيز المساءلة، وتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من مناصرة هذا الدور، أقامت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، مؤخراً، ورشة تدريبية حول المساءلة وارتباطها بوسائل الإعلام، وأدوات المساءلة ووظائفها.

الورشة تضمنت معلومات تحليلية حول تأثير وسائل الإعلام في تعزيز المساءلة العامة وتعزيز الشفافية والمساءلة في المؤسسات والحكومات، وركائز المساءلة وآليات إشراك الجمهور وأهمية التربية الإعلامية، وشارك فيها 18 صّحفياً وصحفية من العاملين في الداخل السّوري، بإشراف المُدرّبة الصّحفيّة أروى الكعلي، الأستاذة المساعدة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار في تونس.

الكعلي قالت إن “الورشة ضمت مشاركين ينتمون إلى اختصاصات مختلفة، كان تفاعلهم جيداً، وكان هنالك جدية في النقاشات، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وفي القيام بالمطلوب منهم، وهو أمر ليس سهلاً، خاصة أنهم شاركوا في إنجاز 3 تمارين يوميا”.

وأضافت أن “مثل هذه الورشات تتيح للصحفيين، التوقف قليلا، وطرح تساؤلات تخص عملهم، خاصة أن الورشة خطت الشفافية والمساءلة في الإعلام، مقابل دوره في المساءلة في المجتمع، وسمح هذا الأمر أن نتساءل إن كنا نطبق هذا الأمر كما يجب”.

من جهته رأى محمد الحمادي المدير التنفيذي لشبكة الشرق نيوز، أن “الورشة التدريبية أتاحت لي الوعي في مسألة الشفافية والمساءلة، وهي نوعية قياساً للورشات الرائجة، التي تقدمها المؤسسات الإعلامية، وربما تكون الأولى من نوعها بالنسبة لي في هذا المجال”.

وأكد أنه بعد هذا الورشة سيقوم بتطوير الموقع الإلكتروني الخاص بمؤسسته، وسيخصصون من خلال التطوير بريد شكاوى واستفسارات حول محتوى الموقع، ومنصات التواصل الاجتماعي، متمنياً من هيئة الميثاق زيادة عدد الدورات التدريبية النوعية والتي تعود بفائدة علمية على العاملين في القطاع الإعلامي السوري، الذي هو بحاجة ماسة لتأطير خبراته ضمن مناهج علمية خاصة بالصحافة والإعلام، والتي تنعكس بشكل إيجابي على المؤسسات بشكل خاص والإعلام السوري بشكل عام.

إبراهيم الحسين من شبكة “الشرقية بوست” أكد خلال حديث مع موقع الميثاق أن “الورشة أضافت إلى معلوماته أموراً جديدة ومهمة حول تطبيق عملية المساءلة والشفافية في المواقع والمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى معلومات حول كيفية استهداف الجمهور وإشراكه في الحملات الإعلامية التي يمكن أن تنفذها المؤسسات”.

وأشار الحسين إلى أن الورشة أضافت لمعلومات المشاركين خبرات حول مواقع التواصل الاجتماعي، من ناحية أوقات النشر ونوعية المواد التي يمكن أن تنشر على كل منصة من منصات التواصل، متوجهاً بالشكر للمدربة وهيئة الميثاق.

وعن الإضافات التي قدمتها الورشة التدريبية للمشاركين قال الصحفي محمد عبد المالك السلطان مراسل المركز الصحفي السوري، إن الورشة أضافت له معلومات حول تطوير النظم الإعلامية والذاتية في المؤسسات الإعلامية، إضافة إلى كيفية ربط المساءلة بالإعلام، والتعامل معها بانضباط وهذا الأمر يعود بالفائدة على الصحفيين.

وأضاف أنه استفاد من الورشة كيفية حل قضايا شائكة في المجتمع من خلال البحث، عبر وضع حلول لمخططات تنظيمية لحملات إعلامية، وتقسيم الخطة لفئات رئيسية وثانوية، توصل لحل قضية ما، من خلال الوصول إلى السلطات المعنية التي تقوم بدورها تنفيذ الأعمال واقعيا على الأرض.

عبد الملك قرة محمد مدير التحرير في صحيفة حبر قال إن “الورشة التدريبية كان فيها كمٌّ جيد من المعلومات الجديدة حول مفهوم المساءلة في السياق الصحفي، منها على سبيل المثال مفهوم الموفق الإعلامي وسياسة التصحيح وضرورة توضيحها للقراء”، مؤكداً أن “هذه المعلومات ستساهم في تدعيم أسس المساءلة داخل المؤسسة من خلال توظيف الخبرات التي تلقيناها”.

وأثنى قرة محمد على أداء المدربة مشيراً إلى أنها على درجة عالية من الخبرة، وحاولت توظيف كامل هذه الخبرة في إيصال المعلومات إلى المتدربين عبر الجانب النظري والجانب العملي من خلال تدريبات داعمة كانت تجمع بين الفائدة والمتعة.

عبد الله كليدو المدير التنفيذي لراديو فرش قال إن “المعلومات التي تلقيتها خلال الورشة التدريبية كلها جديدة وقيمة بالنسبة لي في المساءلة الإعلامية، وبالنسبة للمؤسسة ستؤدي المعلومات في الدورة الى تطوير سياسة التحرير الموجودة في راديو فرش”.

وأضاف ” أتمنى مع صعوبة الأمر أن تتحول الورشات إلى الحضور الفيزيائي لما له من فائدة أكبر من الأونلاين وأتمنى أن تكون هذه الورشات خطوة أولى في الطريق الصحيح للوصول إلى إعلام حر يلتزم بالمعايير الصحفية العالمية ويحترم مبدأ المساءلة وحق الجمهور في المشاركة في صياغة المعلومات”.

باسل نمرة المختص النفسي والناشط الإعلامي المشارك في الورشة التدريبية اتفق مع كليدو على ضرورة أن تقام مثل هذه الورشات بشكل فيزيائي حضوري، وأكد أن “الورشة عرّفت المشاركين بالمساءلة وركائزها وأدواتها، وهذا يمكن أن يطور العمل في المؤسسات الإعلامية من خلال تطبيق ماتم أخذه في الورشة على أرض الواقع”.

وتسعى هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، من خلال عملها إلى تطوير وزيادة معرفة المؤسسات الأعضاء والصحفيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني السورية، بأهم القيم العالمية لمبادئ الأخلاق المهنية التي يحتاجها الإعلام للقيام بدوره وفق هذه القيم والمبادئ، وذلك من خلال تنظيمها منتديات وورشات تدريبية للعاملين في المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني، بشكل دوري.