كيف يمكن للصحفيين الاستفادة من “الاستماع الاجتماعي”؟

يشكل الاستماع الاجتماعي وسيلة مهمة في فهم وتحليل توجهات الجمهور وعلاقته بالمنتجات والخدمات الموجهة له، بالنظر للبيانات الوافرة التي يمكن الحصول عليها من خلال اعتماد عملية الاستماع الاجتماعي عبر الشبكات الاجتماعية، التي تتيح الوصول لمئات التعليقات والآراء، والقيام باستطلاعات من شأنها أن تساعد وسائل الإعلام في فهم اهتمامات الجمهور، كما يمكن للصحفيين اعتمادها كمصدر لمقترحاتهم، ومن أجل تعزيز موادهم الصحفية بمواقف متباينة ومتنوعة.

 

إنّ ما يميز مؤسسة إعلامية عن غيرها هو مدى قدرتها على بناء سمعة رقمية أو شخصية قريبة من طريقة تفكير الجمهور وتواكب اهتماماته وتشبع رغباته في معرفة المزيد عن هذا الموضوع أو ذاك. ومن أهم الخصائص التي يتيحها الاستماع الاجتماعي تحليل المزاج العام للجمهور عبر الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى أنه يُعتبَر أداة قوية لبناء العلاقات الإيجابية وتحسين التواصل والتفاعل مع الجمهور.

 

ويعرف الاستماع الاجتماعي بأنه وسيلة لمراقبة ما يكتب أو يقال حول شركة أو علامة تجارية أو شخص أو موضوع ما في قنوات التواصل الاجتماعي، وتتيح هذه المراقبة جمع بيانات وأفكار تساهم في تحليل هذه الآراء، واتخاذ قرارات تعزز سمعة المؤسسة وعلاقتها بالجمهور.

 

 

لفهم أعمق لطريقة الاستفادة من مهارات الاستماع الاجتماعي وكيفية استخدامها من قبل الصحفيين، أجرت شبكة الصحفيين الدوليين مقابلة مع الإعلامي والمدرب في التقنيات الجديدة للإعلام أنس بنضريف، الذي أكد أنّ أدوات الاستماع الاجتماعي بالنسبة للصحفيين تعتبر وسيلة قوية للبقاء على اتصال مع الجمهور، بالإضافة إلى اكتشاف قصص جديدة وتعزيز تقاريرهم، مشيرًا إلى أنّ الاستفادة من هذه الأدوات بشكل مدروس وأخلاقي يمكّن الصحفيين من اكتساب ميزة تنافسية في عالم سريع الخطى للإعلام الحديث.

 

أهمية الاستماع الاجتماعي للصحفيين

 

بحسب بنضريف فإن أهمية الاستماع الاجتماعي بالنسبة للصحفيين تتجلى في أسباب عدة، ولعل أبرزها:

 

المراقبة أو المتابعة في الوقت الفعلي: يمكن للصحفيين تتبع الأخبار العاجلة والاتجاهات الناشئة وردود الفعل العامة في الوقت الفعلي، مما يسمح لهم بالبقاء في الطليعة والإبلاغ عن الأحداث الجارية بسرعة.

إشراك الجمهور: من خلال فهم ما يتردد صداه مع جمهورهم، يمكن للصحفيين تصميم محتواهم لتلبية اهتمامات واحتياجات القراء أو المشاهدين.

إدارة السمعة: يمكن للصحفيين مراقبة علامتهم التجارية الشخصية أو سمعة وسائل الإعلام الخاصة بهم، ومعالجة أي مشاعر سلبية أو معلومات مضللة على الفور.

البحث والتحليل: يوفر الاستماع الاجتماعي بيانات قيمة للتحليل المتعمق، مما يساعد الصحفيين على فهم الرأي العام حول قضايا معينة أو شخصيات سياسية أو منتجات أو أحداث.

 

 

الاستفادة من الاستماع الاجتماعي في العمل الصحفي

 

بالنسبة للصحفيين يمكن أن يكون الاستماع الاجتماعي أداة مهمة في عملهم الصحفي، حيث يمكنهم استخدامه لإغناء موادهم الإعلامية وخلق تفاعل مباشر مع الجمهور. وبحسب المدرب الإعلامي بنضريف فإنّ الصحفيين يمكنهم استخدام مهارات الاستماع الاجتماعي في مزايا عدة من بينها:

 

اكتشاف القصة: يمكن للصحفيين الكشف عن قصص ووجهات نظر فريدة من خلال مراقبة المحادثات وتحديد الأنماط.

تحديد المصدر: يمكن أن يساعد الاستماع الاجتماعي الصحفيين في العثور على شهود عيان أو خبراء في مواضيع محددة، وتسهيل المقابلات والبحوث الأولية.

التحليل التنافسي: من خلال تتبع ما تغطيه وسائل الإعلام الأخرى، يمكن للصحفيين تحديد الفجوات في التغطية أو إيجاد زوايا جديدة لقصصهم.

إدارة الأزمات: في أوقات الأزمات أو الجدل، يسمح الاستماع الاجتماعي للصحفيين بقياس المشاعر العامة والاستجابة بمعلومات دقيقة وفي الوقت المناسب.

 

وفي هذا السياق، برزت مجموعة من الشركات التي تتخصص في إدارة صفحات الشبكات الاجتماعية للعلامات التجارية الكبرى وإعداد تقارير توضح ما ينشر حولها، وتجني من خلال ذلك أرباحًا ضخمة، ومن أبرز الشركات التي تقدم مثل هذه الخدمات، “بافر” الذي يعدّ وسيلة للنشر والتحليل وقياس بيانات الشبكات الاجتماعية. كذلك نجد شركة “هووت سويت”، التي تتيح لكم مراقبة صفحاتكم والتعليقات التي يتركها المتابعون بشكل منظم كما تقدم لكم تحليلًا للإحصائيات الخاصة بالصفحات.

 

وبناءً على ما سبق، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين مجموعة من الإرشادات للصحفيين العرب من أجل تحسين استخدامهم مهارات الاستماع الاجتماعي في عملهم الصحفي:

 

  • اختر الأدوات المناسبة: حدد أدوات الاستماع الاجتماعي التي تتوافق مع أهدافك وميزانيتك وقدراتك التقنية.
  • حدد أهدافًا واضحة: حدد ما تريد تحقيقه من خلال الاستماع الاجتماعي، سواء كان ذلك من خلال تتبع حدث معين أو مراقبة علامة تجارية أو فهم شريحة معينة من الجمهور.
  • المراقبة الأخلاقية: احترام الخصوصية والالتزام بالإرشادات الأخلاقية.
  • تدوين وتسجيل الشهادات: يمكن للصحفيين تدوين الأفكار المثيرة للاهتمام لكي يعودوا إليها لاحقًا.
  • الاستعانة بالخبراء والمحللين: في بعض الحالات يمكن اللجوء للخبراء من أجل تحليل البيانات وقراءتها بشكل جيد.
  • التحليل والتصرف: لا تقم فقط بجمع البيانات؛ قم بتحليلها لاكتساب رؤى وتطبيق تلك الأفكار في عملك الصحفي.

وبالرغم من المميزات العديدة التي يمكن للصحفيين الاستفادة منها، فعليهم أن يتذكروا أنّ الاستماع الاجتماعي يتطلب أخذ الحيطة والحذر، إذ يجب التحقق من مصداقية المصادر وصحة المعلومات قبل استخدامها في تقاريرهم الصحفية. كما ينبغي أن يلتزموا بالمبادئ المهنية واحترام أخلاقيات الصحافة وخصوصية الأفراد أثناء عملية المراقبة وجمع المعلومات.

 

لقراءة المقالة من المصدر: اضغط هنا 

مصدر المقالة: شبكة الصحفيين الدوليين 

الكاتب: عبد الحق صبري 

.