مشاركة واسعة من طلاب الإعلام بالداخل السوري في الجلسة التعريفية بـ “ميثاق شرف”

بمشاركة 25 طالباً وطالبة من كليات الإعلام في جامعتي إدلب وحلب في المناطق المحررة وإعلاميين في الشمال السوري، عقدت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين جلسة تعريفية بالميثاق ونظام الشكاوى، بالتعاون مع رابطة الإعلاميين السوريين، يوم أمس الجمعة 03-11-2023 أون لاين عبر تطبيق “ZOOM”.

 

وافتتح الدكتور ملحم العبد الله المدير التنفيذي لهيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين الجلسة بالترحيب بالمشاركين وانتقل للتعريف بهيئة الميثاق من خلال استعراض مراحل التطور التي مرت بها منذ توقيع الوثيقة الأولى لنص الميثاق من قبل 20 مؤسسة إعلامية وتأسيس الهيئة وصولاً إلى توقيع 60 مؤسسة إعلامية على نص الميثاق، كما استعرض أهداف هيئة الميثاق وأهم الانشطة التي تقوم بها.

 

عضو مجلس إدارة رابطة الإعلاميين السوريين إبراهيم زيدان، تحدث عن مبادئ ومعايير مدونة السلوك المهني والأخلاقي الخاصة بميثاق شرف مع شرح مبسط لكل بند فيما يخص (الدقة والوضوح والصحة – النزاهة – احترام الخصوصية – احترام الحقوق الفكرية – حماية المصادر – تجنب القدح والذم والتحقير – عدم التمييز – احترام كرامة الضحايا – عدم التشجيع على العنف والتحريض على الجريمة وانتهاك القانون – الابتعاد عن التنميط – عدم الافتراء والابتعاد عن التجني – المسؤولية تجاه الأطفال – تجنب الإيذاء والتسبب بالضرر – حرية التعبير).

 

وتخلل شرح المبادئ أسئلة واستفسارات من المشاركين أجاب عنها كل من إبراهيم زيدان وملحم العبد الله، لينتقل المشاركون بعد ذلك لمناقشة تفاصيل حول آلية الشكاوى في الميثاق وأهميتها وطرق تقديم الشكوى، وأجاب العبد الله بعد ذلك على أسئلة حول صلاحيات لجنة الشكاوى في حال تقديم شكوى على مؤسسة إعلامية مبيناً أن صلاحياتها أخلاقية وليست قانونية.

 

كما طرح العبد الله أمثلة عن شكاوى تلقتها اللجنة وكيف تعاملت معها، والنتائج التي توصلت إليها، موضحاً أن اللجنة قد تتلقى شكاوى على مؤسسات غير موقعة على الميثاق، وهذا لا يدخل في صلاحياتها، ولكنها رغم ذلك تقوم بالتواصل مع بعض المؤسسات للتدخل والوصول لحل بشكل يرضي الطرفين.

 

انتقل زيدان بعد ذلك لشرح آلية تقديم الشكوى وذلك عبر استعراض رابط تقديم الشكوى في موقع ميثاق شرف، مشيراً إلى الخطوات التي يجب على المشتكي اتباعها خلال تقديم الشكوى، وأكد خلال شرحه على سرية المعلومات التي يقدمها المشتكي إلى لجنة الشكاوى، وتخلل الحديث إجابة على سؤال حول ما إذا كانت الشكوى يمكن أن تقدم على شخص وليس على مؤسسة.

 

وفي نهاية الجلسة فُتح باب المناقشة وطرح الأسئلة، وعبّر بعض المشاركين عن آرائهم ومنها أن “اقتصار تقديم الشكوى على المؤسسات الموقعة على الميثاق يحد من صلاحياته”، و “هل للميثاق أن يتدخل في حال كانت الجهة التي انتهكت هي جهة حكومية أو عسكرية”، وتساءل آخرون حول “ما إذا كان هناك خطة تضمن عقود العمل في المؤسسات الإعلامية”، وقام زيدان والعبد الله بالإجابة عن هذه التساؤلات.

 

اختتمت الجلسة باستعراض الأنشطة القادمة لهيئة ميثاق شرف في الداخل السوري، التي تتضمن ورشات تدريبية حول معايير مدونة السلوك ورصد وتحليل الانتهاكات المهنية والأخلاقية، إضافة إلى مسابقات للطلاب المتدربين تتضمن إنتاج مواد مقروءة ومرئية ضمن إطار هذه الانتهاكات والحد منها.

 

وعن الجلسة التدريبة قال أحمد رحال – طالب سنة رابعة في كلية الاعلام والاتصال جامعة حلب- إن المعلومات التي حصل عليها أضافت قيمة كبيرة بالنسبة له، “ليس فقط من ناحية محتواها ومدى أهميتها، وإنما لوجود جهة رسمية ترعاها وتبذل كل الجهد بالتنسيق بين المؤسسات الإعلامية والصحفيين وزيادة الترابط داخل مكوّن الإعلام، وزيادة الترابط بينه وبين الجمهور من زاوية أخرى، وبذات الوقت تعزيز المساءلة والرقابة وهذا ما يصب في مصلحة جودة العمل الصحفي وانتاج مواد بمهنية أكبر”.

وأضاف: “بالنسبة لنا كصحفيين وعاملين في مجال الإعلام ما نريده من الميثاق هو تطبيقه بشكل فعلي وأن يشمل الجميع، حتى نرقى بواقع الإعلام السوري، وبالتالي علينا أن نحترم هذا الميثاق ونرفع من مكانته ورمزيته ليكون ضابطاً ومرجعاً أخلاقياً لنا جميعاً”.

 

صانع المحتوى الرقمي يزن البياع إعلامي، قال إنه تلقّى معلومات قيّمة خلال الجلسة حول أهمية الأخلاقيات في ممارسة الصحافة وأثرها على بناء الثقة بين الصحفيين والجمهور، مؤكداً أن “هذا أضاف لي فهماً أعمق لضرورة الامتثال لمعايير أخلاقية صارمة في مهنة الصحافة”، مشيراً إلى أنه “من الممكن أن يشمل التعاون بين ميثاق شرف والإعلاميين بالداخل توفير تدريبات وورش عمل توعوية حول الميثاق، وتشجيع المناقشات المفتوحة لضمان فهم جيد لهذه القيم وتطبيقها في سياق العمل الصحفي، ما يؤدي بالنتيجة لتعزيز الالتزام بالميثاق وتعزيز مصداقية وجودة الإعلام”.

وأضاف أن “الصحفيين يريدون من ميثاق شرف أن يكون لديه توجيهات واضحة ومحددة للتصرفات الأخلاقية في العمل الصحفي، فالحرية في الصحافة أمر بالغ الأهمية والالتزام المهني بالأخلاقيات يعزز هذه الحرية، وهذا يضمن دقة المعلومات المقدمة للجمهور، ويساهم ببناء مجتمع إعلامي أقوى وأكثر مصداقية”.

 

منيرة بالوش صحفية سورية أكدت أن المعلومات التي تم تقديمها في الجلسة ضرورية لكل صحفي أو إعلامي مقبل على العمل الإعلامي، ولاسيما في بيئة الحرب للتعرف على أهم مبادئ وأخلاق العمل الصحفي، موضحة أنها أضافت لها معلومات مهمة حول آلية نظام الشكاوى.

وأشارت بالوش إلى رغبتها في إشراك الميثاق للصحفيين في الداخل السوري في ندوات وتدريبات مستمرة حول بيئة العمل الصحفي وخاصة العاملين حديثاً في المجال الإعلامي، ومواكبة الأحداث في الداخل ومساندة الصحفيين في المشاكل التي قد تواجههم في عملهم.

 

حسين خالد الطويل – مدير عمليات رابطة الإعلاميين السوريين أكد أن المعلومات التي تم تقديمها في الجلسة مهمة جداً من ناحية المضمون، “إذ تعرّفنا من خلالها على آلية عمل الميثاق ولجنة الشكاوى، وكان وجود جسم يضمن الالتزام بمعايير العمل الصحفي وحق الجمهور في اللجوء للميثاق كجسم ناظم للمحتوى الصحفي لمتابعة أي خرق يعتبر إضافة جديدة للإعلام في الداخل السوري”.

 

وأوضح الطويل أنه “من المهم جداً تطوير التعاون بين الصحفيين في الداخل والميثاق من خلال الوصول لأكبر عدد من الصحفيين وإطلاعهم على آلية عمل الميثاق وتوعيتهم بحقهم وحق المجتمع في ضرورة الالتزام بمعايير العمل الصحفي، والتعرف أكثر على آلية عمل لجنة الشكاوى، ورصد الانتهاكات في المواد الإعلامية، من خلال دورات تزيد من قدرتهم على رصد هذه الانتهاكات ومتابعتها مع الميثاق.

 

وأشار إلى أنه من المبشر رؤية جسم مثل ميثاق شرف يختص بمتابعة المحتوى الإعلامي متمنين أن تزيد عدد المؤسسات المنضوية تحته وأن يزيد من نشاطه ليشمل مستويات أكبر وأوسع في الداخل السوري.

 

الصحفي أحمد الأطرش، قال إنه “اكتسب خلفية جيدة حول مسألة المعايير الأخلاقية من خلال الجلسة”، وتابع أن “مسألة تطوير العلاقة بين الميثاق والصحفيين في الداخل مسألة مهمة، على اعتبار أن الميثاق يقدم لهم منصة واضحة وصريحة لمسألة القوانين والمعايير الأخلاقية التي يجب على الصحفي الالتزام بها، ولاسيما أن الصحفيين يريدون من الميثاق إيجاد أرضية صلبة للمحتوى الصحفي المقدم ليكون مرجعية أخلاقية تحفظ قيمة وأهمية وحساسية المهنة”.