بعد انتهاء فعاليات المنتدى الحواري حول “أهمية ودور حق الحصول على المعلومات في تعزيز النزاهة وتحقيق الشفافية والمساءلة”، الجمعة 27-10- 2023، في مدينة غازي عنتاب التركية، أجرينا لقاءات مع بعض المشاركين والمشاركات لتسجيل انطباعاتهم حول المعلومات التي تلقوها في هذا المنتدى وأهميتها على العمل الصحفي عامة، ولاسيما في مؤسسات الإعلام السورية.
الصحفي والباحث السوري، عضو هيئة الرقابة والشفافية في رابطة الصحفيين السوريين سامر الأحمد، قال إن الإضافة التي قدمها المنتدى من ناحية المعلومات كانت مهمة ومفيدة من حيث توضيح مفاهيم النزاهة والشفافية والعلاقة بينهما، وطرق المساءلة، وخاصة فيما يتعلق بعملنا الصحفي المهتم بالشأن السوري.
وأضاف أن النقاط التي ناقشها المنتدى كانت مهمة بشكل عام ولكن الأمثلة التي تم نقاشها حول مفهوم النزاهة مهمة وملفتة، وجاءت التطبيقات العملية في آخر الجلسات حول دور الإعلام السوري الجديد في تعزيز مفاهيم الشفافية والنزاهة والمساءلة، لتظهر ثمرة المعلومات التي سبقتها في الجلستين الأولى والثانية.
وأكّد أن المنتدى شكّل إضافة مهمة لتعزيز دور الصحافة في مراقبة النزاهة والشفافية والمساءلة، وقال: “لذلك تشكل هذه الجلسات باباً مهماً لتعزيز العمل الصحفي السوري وفرصة لابد من تكرارها لاجتماع الصحفيين والصحفيات السوريين، وفتح نقاشات لتعزيز التعاون بينهم ومعالجة مختلف القضايا التي تهتم بها المؤسسات الصحفية السورية.
وختم حديثه بالقول إنه إضافة إلى المعلومات التي قدمها المنتدى فقد كان اللقاء مع الصحفيين والصحفيات المشاركين فرصة للنقاش وتبادل الآراء والخبرات، وكان مستوى التنظيم جيداً يشكر عليه الزملاء في إدارة ميثاق شرف.
الصحفية مروى الغفري، أكدت أن “المنتدى عالج محور غاية في الأهمية” وقالت إنه “في ظل التدفق الكبير للمعلومات أصبح لزاماً على الصحفي والمؤسسة الإعلامية أن تسعى للحصول على المعلومات المهمة والموثوقة والتي تعزز بدورها الشفافية والنزاهة وتؤدي إلى المساءلة الحقيقية والفعلية على جميع المستويات.
وأشارت الغفري إلى أن النقاشات خلال المنتدى كان لها دور كبير في طرح الصعوبات والتحديات التي تعيق ممارسة العمل الصحفي المهني وخاصة في الإعلام المستقل، وأدت إلى توضيح وجهات نظر متعددة مستمدة من واقع العمل الإعلامي في بلدان اللجوء.
وأكدت الصحفية السورية أنها تأمل أن تتبلور نتائج هذه النقاشات إلى خطط عملية تساهم في تقديم حلول فعلية لرفع سوية الإعلام السوري المستقل.
أما الصحفية جهان الخلف فأكدت أن المنتدى كان تجربة مهمة جداً وغنية بالنسبة لها، وخاصة أنها تشارك في منتديات الميثاق لأول مرة، وقالت: “كان لي الشرف أن التقي بالمدربة منى، التي كانت لديها خبرة كبيرة ومهمة في الإعلام العربي وتمتلك تجربة مميزة، ولاحظت ذلك من خلال عرضها تجارب لكبرى المؤسسات الإعلامية العالمية”.
وأضافت أن لقاءها مع عدد من الصحفيين والمتدربين في المنتدى شكّل مساحة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب التي أضافت لها مزيداً من ادوات التمكين الإعلامي والتي “تشكّل أحد أهم عناصر نجاح الصحفي في نقل الخبر”، وخاصة النزاهة والشفافية والموضوعية التي تكوّن أحد أهم ركائز المساءلة والمحاسبة، والتي تشكّل هدفاً أساسياً في مجال حق الحصول على المعلومة، أو الحديث وتسليط الضوء على سلبيات المجتمع والتحديات التي تمنع تطوره على كافة الأصعدة سواء الاقتصادية أو التعليمية أو السياسية.
وأوضحت الخلف أن على كل من يعمل بمجال الإعلام أن يتسلح بالنزاهة والشفافية، وخاصة في ظل هذه الظروف التي تفرض على الصحفي ولاسيما في الاعلام البديل أو المستقل تنفيذ أجندات وسياسات الداعم وسلطات الأمر الواقع، والتي تشكّل عائقاً كبيراً أمام المساءلة، في حال لم يستطع الإعلامي الحصول على المعلومات والحقائق.
وعن أهمية المنتدى أكّدت الصحفية السورية أنها “تنبع من المواضيع التي تم اختيارها، وخاصة النقاط والأدوات التي تمكّن الصحفي والإعلام من توجيه الرأي والمساءلة وهذه الميزة لا تتحقق إلا من خلال متابعة الصحفي لمثل هذه المنتديات التي يتم فيها تبادل الخبرات بين المشاركين، وخاصة أثناء التدريبات العملية والتي يتم فيها طرح أفكار ناتجة عن خبرات وتجارب الصحفيين.
الصحفي أحمد سعدو – مدير تحرير موقع مصير أكد أنه لا شك أن هذا المنتدى هو من المنتديات المهمة في إطار العمل الصحفي ولاسيما أنه موجّه بتركيز إلى الإعلام البديل.
وأضاف أن المنتدى ركّز على مواضيع مهمة يحتاجها الصحفيون جميعا، وهي موضوع النزاهة وموضوع المساءلة وقبل ذلك الشفافية، ما أسهم في تكوين صورة حوارية مهمة لدى الجميع، أنتجت حالة جديدة ومتجددة في إطار الاشتغال على العمل الصحفي البديل.
وقال إن “الإعلام البديل باعتقادي أنه سينجز بشكل أفضل في مستقبل الأيام، خاصة عندما يكون هناك نقد لاذع وحقيقي وجدي من منطق المسؤولية ومن منطق النزاهة والشفافية أيضاً، وهذا النقد أنتج وضعاً جديداً هو باعتقادي سيُراكم في قادم الأيام من أجل مصلحة العمل الصحفي البديل في سوريا.
مدير راديو فجر الصحفي علاء الدين حسو أكد أن المنتدى ضمّ عدداً كبيراً من الإعلاميين وهذا ما أعطاه أهمية للتعرّف على الأصوات والتجارب الجديدة التي يمكن من خلالها معرفة التعامل بشكل مهني أفضل.
وأشار حسو أنه ومن خلال المعلومات التي طرحت في هذا المنتدى يستطيع الصحفي أن يعي التعامل بطريقة مهنية وأخلاقية وقانونية مع المادة الإعلامية بشكل أفضل، ولاسيما في حال تطبيق النزاهة والشفافية التي تؤدي بدورها إلى المسائلة وضمان حق الحصول على المعلومة.
“منتج الأخبار في وكالة سند للتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة” أحمد كنجو قال إن موضوع المنتدى مهم جداً، ولاسيما أنه يبحث في حق الوصول للمعلومات والنزاهة والشفافية والمساءلة.
وأشار إلى أن هذه المعلومات تعزز خبرات الصحفيين المشاركين وهذا سينعكس على المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها، وذلك لأنهم سينقلون خبراتهم التي اكتسبوها إلى مكان عملهم.
وأوضح أن مثل هذه المنتديات وعقدها بشكل مستمر ودائم هو عامل ايجابي ومؤثر جداً على جودة العمل الصحفي في مؤسسات الإعلام السورية، وذلك لما فيها من فرصة للقاء بالصحفيين السوريين وتبادل الخبرات ووجهات النظر في قضايا تسهم في تطوير الإعلام السوري.
أما الدكتورة منى عبد المقصود – ميسرة المنتدى قالت إن “المنتدى ناقش دور الصحافة في تعزيز حق الحصول على المعلومات، وعلاقته وارتباطه بمفاهيم ومبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة.
وأوضحت أن الحضور المتنوع في المشاركين من مختلف الفئات سواء على مستوى الفئات العمرية أو على مستوى الخبرات والنوع، أثرى النقاشات والمناظرة التي تمت حول كيفية تطوير أدوات الإعلام السوري المستقل، وكيفية تعزيزه أو مساهمته في نشر ثقافة ومبادئ الشفافية والنزاهة وصولاً إلى وجود مساءلة لمن يتحمل المسؤولية.
وأعربت عبد المقصود عن أملها في أن يكون المنتدى قد ساهم ولو بشكل بسيط في وضع مجموعة من الأفكار الملهمة التي يمكن تنفيذها، سواء على مستوى الصحفيين الأفراد، أو على مستوى المؤسسات وعلى مستوى العاملين في قطاع الإعلام، فيما يتعلق بمواثيق الشرف المهنية.