لاقى نشاط ميثاق شرف للإعلاميين السوريين في الداخل السوري، تفاعلاً كبيراً لدى الإعلاميين وبعض وسائل الإعلام السورية، حيث أقام مؤخراً بالتعاون مع صحيفة حبر في ريف حلب الشمالي “اعزاز”، ورابطة الإعلاميين السوريين في إدلب، ورشتين تدريبيتين حول “رصد وتحليل الانتهاكات المهنية والأخلاقية في المحتوى الإعلامي مدعاة الشكوى باستخدام آلية الشكاوى في الميثاق”.
وعملت هيئة ميثاق شرف على تحقيق الهدف من الورشتين فيما يخص رفع وعي طلاب كلية الإعلام حول مدونة السلوك المهني للميثاق، وتمكينهم من فهم آلية الشكاوى فيه كأداة من أدوات المساءلة بيد الجمهور والتفاعل معها بشكل فعال، وتطوير مهاراتهم في رصد وتحليل الانتهاكات المهنية والأخلاقية في المحتوى الإعلامي، بالإضافة إلى تعريفهم بمعايير الصحافة الأخلاقية، ومفردات خطاب الكراهية والتنميط ضد النساء، وآلية الشكاوى لمراقبة المحتوى الإعلامي من قبل الجمهور.
واستمرت كل ورشة تدريبية يومين على التوالي، على أن تلحق هذا التدريب في الأيام القادمة مسابقة للمشاركين فيه، لقياس مدى الفائدة التي اكتسبها ثلاثون مشاركة ومشاركاً في مدينتي إدلب وإعزاز، فيما يخص رصد وتحليل الانتهاكات، وتقديم الشكوى على المؤسسات الإعلامية عبر لجنة الشكاوى.
وعن النشاط الذي نفذته الهيئة قال الدكتور ملحم العبد الله المدير التنفيذي لميثاق شرف للإعلاميين السوريين، إن الميثاق قد نفّذ مجموعة من التدريبات التي شارك بها طلاب كلية الإعلام في جامعتي حلب في المناطق المحررة وجامعة إدلب، وتهدف هذه الورشات إلى تدريب الطلاب على كيفية رصد وتحديد الانتهاكات المهنية والأخلاقية التي يمكن أن توجد في المحتوى المنشور على منصات بعض وسائل الإعلام السورية.
وأضاف أنه خلال هذه التدريبات تمكّن الطلاب من التعرّف على مكامن الانتهاكات وكيفية تحليلها ليصار لاحقاً إلى تقديم شكوى ضد المؤسسة الإعلامية إلى لجنة الشكاوى في ميثاق شرف، موضحاً أن هذه الورشات تأتي ضمن سلسلة من التدريبات التي تقوم بها هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين بهدف الترويج لنظام الشكاوى كأداة للمساءلة بيد الجمهور يمكنه من خلالها أن يقوم بتصحيح الأخطاء، وأن يكون مشاركاً في صنع المحتوى، لا مجرد متلقٍّ، وتعتبر الشكوى على الانتهاك حقاً من حقوق الجمهور الذي تكفله الشرائع والقوانين الدولية.
وأشار العبد الله إلى أن لجنة الشكاوى في ميثاق شرف تقوم بعد تلقيها أي شكوى على انتهاك بالتواصل مع المؤسسة الإعلامية التي ارتكبت الانتهاك، ولعب دور الوسيط بين المشتكي والمشتكى عليه لحل مثل هذه الإشكاليات، وبهذا تكون لجنة الشكاوى أداة للتصحيح ويمكن من خلالها أن يتم تخفيف الانتهاكات في المحتوى الإعلامي، وبالتالي الوصول إلى محتوى خالٍ من الانتهاكات وغني بالمصداقية، وبعيد عن التمييز والتنميط وخطاب الكراهية.
الصحفية سلوى عبد الرحمن المشاركة في الورشة المنفّذة في إدلب صحفية قالت إن المعلومات الجديدة التي حصلت عليها خلال التدريب مهمة جداً، ولاسيما فيما يتعلق بتحليل المحتوى الإعلامي على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، من حيث انتهاكها لمعايير مدونة السلوك المهني في الميثاق، وآلية تقديم شكوى إلى لجنة الشكاوى في ميثاق شرف، موضحة أن هذه الورشة أضافت للمتدربين معلومات حول أهمية تدقيق المعلومات لحفظ حقوق المصادر والجمهور ما يسهم في إنتاج محتوى مهني وموثوق يركز على القضايا المهمة للسكان دون أي انتهاكات ويغيرها نحو الأفضل.
وأكّدت عبد الرحمن أنه يمكن تطوير هذه الورشة بتوسيع دراسة الانتهاكات وتحليلها ومشاركتها مع الإعلاميين في وسائل الإعلام المتعددة وإشراك إعلاميي المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية التي غالباً ما ترتكب انتهاكات دون معرفتها بذلك، مضيفة أن “الورشة بالعموم مفيدة وشاملة من حيث المعلومات، والمدرب حاول بكل المحاور إشراك الإعلاميين وتطبيق الأمثلة بشكل عملي”، وختمت بالقول: “كنت أتمنى أن تكون مشاركة الصحفيات فيها أكبر على اعتبار أنهن يشاركن بإنتاج محتوى عبر وسائل الإعلام المتعددة”.
أنور السليمان أحد طلاب كلية الإعلام (سنة ثالثة) المشاركين في الورشة التدريبية قال: “كانت ورشة جيدة من جميع النواحي وفيها كتير من المعلومات القيمة، وأتمنى تكرار وتوسيع مثل هذه الورشات والاستفاضة في شرح وتوضيح الانتهاكات التي يمكن أن ترتكبها وسائل الإعلام، وهو ما يمكّن الإعلاميين من إنتاج محتوى خالٍ من الانتهاكات”.
أما محمد الحاج خلوف – مراسل منصة المبدعون نيوز- طالب كلية الاعلام سنة ثالثة جامعة حلب في المناطق المحررة، فقد أكد خلال حديثه عن الورشة التدريبية أنه تعرّف من خلالها على الميثاق ونظام الشكاوى ومدونة السلوك التي يمكن من خلال مراجعتها والالتزام بمضمونها ألا يقع الصحفي بأي انتهاكات تخالف مدونة السلوك المهني والأخلاقي في الميثاق، مضيفاً أنه “تعرّف خلال الورشة على أصول العمل المؤسساتي والتنظيمي وضوابط العمل الإعلامي السليم الذي يميز الإعلامي المتميز عن غيره”.
واقترح الحاج خلوف أن تتجه الورشات القادمة نحو التخصص في التدريب مؤكداً أن هذا سيجعله أكثر نجاحاً، مضيفاً أنه لمس ذلك في هذا التدريب قائلاً: “تم تخصيص المادة وتخصيص الفئة المستهدفة وبرأيي تطوير مثل هذا التدريب في إشراك المتدربين فيها والخوض في المادة، مثل وصل المتدربين مع الجهات الموقعة على الميثاق ومشاهدة دور الميثاق في ضبط وتنظيم عملهم”.
وأضاف أن موضوع الورشة التدريبية فيما يخص رصد وتحليل الانتهاكات وتقديمها للجنة الشكاوى في الميثاق موضوع هام جداً في ظل كثرة الانتهاكات في المنطقة، وأن المعلومات حول قوانين تضبط العمل والحرص على عدم الوقوع بالانتهاك كانت شاملة لجميع الإشكالات عموماً، وأن المناقشة وطريقة المعالجة كانت جيدة إلى حد كبير.
مايا عبد الله – طالبة كلية إعلام واتصال سنة ثانية- أكدت أن الورشة التدريبية أضافت لها الكثير من المعلومات التي كانت لا تعرف معلومات كثيرة عنها، مثل: “ما هو نظام الشكاوى؟”، و “ما الهدف منه؟” و “ما مهامه؟” و “من يستطيع تقديم الشكوى؟”، و “من هم الأعضاء القائمين عليه؟”، بالإضافة إلى الاطّلاع على مدونة السلوك المهني والأخلاقي، والمبادئ القائمة على توضيح أهمية دقة وصحة الخبر ووضوحه وكيفية احترام كرامة الضحايا.
وأشارت عبد الله إلى أن مثل هذه الورشات تقوّي طلاب كلية الإعلام بشكل كبير جداً، “فقد حصلت على معلومات قيمة جداً وتساعدني في حياتي المهنية، وأقترح زيادة الورشات التدريبة وتنوعها في مختلف مجالات الإعلام والصحافة”، مؤكدة أن “الورشة رائعة وفيها فائدة كبيرة جداً للصحفيين وطلاب كلية الإعلام”.
وعن الورشة التدريبية قال طه مصطفى جالود – طالب في كلية الإعلام والاتصال في جامعة حلب في المناطق المحررة – (سنة ثانية) إنها أضافت له معلومات أبرزها طريقة سير الشكوى من بداية رصد الانتهاك، حتى تتم الاستجابة لها بشكل واضح وشفاف، وأضاف أنه بعد تلقي المعلومات والتدريب في هذه الورشة أصبح ينتبه إلى كل خبر يظهر أمامه، ويحاول تحليل الخبر ورصد أي انتهاك لمدونة السلوك المهني.
وتابع أن “هذه الورشات ضرورية جداً للطلاب لأن أغلبهم يعملون بجهات إعلامية مختلفة وسيعملون أيضاً فيجب أن يؤسسوا من الآن على احترام أخلاقيات المهنة، ولاسيما أن بعض العاملين بجهات إعلامية يقومون بخرقها دون علم منهم بأنهم يرتكبون انتهاكاً لمدونة السلوك”.
واقترح جالود ألا يقتصر عمل الميثاق في الداخل السوري على الورشات، “بل يجب تجهيز مادة مفصّلة وموسّعة ومخصصّة للتدريس الأكاديمي وتُدرّس في كافة الجامعات في المناطق المحررة حول الانتهاكات”، وأضاف أن “مثل هذه الورشات يجب أن تكون أطول وتضم عدداً أكبر من الطلاب، مع تحفيز الطلاب لحضورها كي يترسخ في ذهنهم من الآن عدم الخرق وارتكاب انتهاكات للمواد الموجودة في مدونة السلوك المهني واحترام أخلاقيات المهنة بشكل عام، ورغم أن الورشة كانت جيدة جداً من جميع النواحي، لكن الوقت كان قصيراً، ويجب أن يكون هناك أكثر من محاضر، أما اللوجستيات في الورشة فكانت ممتازة”.
الصحفي وطالب السنة الرابعة في كلية الإعلام والاتصال بجامعة حلب الحرة أحمد الأطرش، قال إن “الاستفادة من هذه الورشة التدريبية كانت كبيرة، وصححت لدي بعض المفاهيم الصحفية التي كنت أستخدمها بشكل خاطئ، وتلقيت معلومات حول كيفية رصد الانتهاكات وتحليل الخبر ضمن فئات عديدة، ومن ثم معرفة تقديم شكوى للجنة الشكاوى في ميثاق شرف، إضافة لمعلومات قيمة في محور التنميط ضد النساء”.
وأضاف أن “مثل هذه الدورات تضيف طابعاً علمياً جديداً لطلبة الإعلام، من خلال تصحيح مفاهيم خاطئة قد تستخدم في العمل الصحفي، ومعرفة التصرف أثناء رؤية انتهاك بوسائل الإعلام، ويمكن تطويرها من خلال استمرار هذه الدورات بمواضيع صحفية جديدة ومعلومات قيّمة تلازم الصحفي أثناء عمله، واستمرار هذه الدورات هو تمكين للصحفيين في الداخل، وتقييمها بالنسبة لي يصل إلى مرتبة “جيد جداً” في جميع النواحي”.
محمد رحال -خريج معهد اعلام وطالب في كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة إدلب- قال إن أهم المعلومات التي أضافتها الورشة التدريبية له هي كل ما يتعلق بتحليل المادة الصحفية بأخلاقياتها، وهل هي ضمن أخلاقيات عمل الصحافة أم لا، وأضاف: “تبين لنا في التدريب ما هو التنميط والتضليل والتحريض وخطاب الكراهية، وكيفية العمل على الابتعاد عنها في المواد الصحفية بالإضافة إلى المسميات الرسمية لكل جهة بحسب القانون الدولي، وتعرفنا كذلك على طريقة الشكوى للجنة الشكاوى في ميثاق شرف للإعلاميين السوريين على اي جهة إعلامية ارتكبت انتهاكاً بحق فرد أو صحفي أو مؤسسة إعلامية”.
وأشار رحال إلى أن “هذه الورشات لها فائدة كبيرة جداً لطلاب كلية الإعلام والإعلاميين في الشمال السوري بحيث تتيح لهم العمل ضمن ضوابط وأخلاقيات المهنة بكل احترافية بعيداً عن التشكيك، والاعتماد على المصداقية” واقترح أن تطول الفترة الزمنية لكل ورشة، بالإضافة إلى زيادة التطبيقات العملية، وقال: “لطالما قلنا يجب زيادة وقت مثل هذه الورشات بالأيام والساعات فهذا يعني أنه ستزيد الأمور العملية التي تعود بالنفع للطلاب الحاضرين في مثل هذه الورشات”
وعن الورشة التدريبية قال رمضان علي سليمان -طالب في كلية الإعلام (سنة ثانية) جامعة حلب الحرة-: “إن المعلومات كانت جيدة، حيث تعرفنا على ميثاق شرف ومدونة السلوك ونظام ولجنة الشكاوى، وهذا يجعلنا نلتزم بمبادئ المدونة ونحترم الخصوصية، وحقوق الطفل، ونبتعد عن التنميط ضد المرأة، ونبذ خطاب الكراهية، ونلتزم بمهنية الصحافة والنزاهة، ونحافظ في موادنا الإعلامية على كرامة الضحايا، ونحمي مصادرنا ونعرف حقوقهم”.
ورأى سليمان أن مثل هذه الورشات يجب أن تشمل بقية الأقسام ولا تقتصر على طلاب كلية الإعلام، وذلك كي يعرف الجمهور المثقف حقه بالشكوى ويستطيع تمييز وتحليل ورصد الانتهاكات في المواد الإعلامية، وهذا ما يساعد على ارتقاء الصحافة في الشمال السوري.
وأضاف أن “الورشة كبداية في الشمال السوري تعتبر ممتازة، ولكن يجب مراعاة أن تطول فترة الورشات التدريبية القادمة كي تعطي ثمارها بشكل أكبر، من خلال تعريف طلاب الإعلام، على الانتهاكات التي يمكن أن يقعوا بها”، وأكّد أن المعلومات التي تلقاها في هذه الورشة كانت غنية جداً رغم الفترة التي تعتبر قصيرة بالنسبة لحجم وأهمية هذه المعلومات.
يوسف حمّادة -خريج معهد الاعلام في جامعة ادلب وحالياً طالب في كلية الإعلام والاتصال (السنة الرابعة) جامعة حلب الحرّة- رأى أن الورشة أتاحت له التعرّف على نظام الشكوى في ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، ورصد المحتوى وتحليله في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى عدّة معلومات قيّمة تم النّقاش فيها والتركيز عليها بشكل كبير من أجل الوصول إلى عمل إعلامي متوازن ومنضبط، “كالحديث والتركيز على التضليل الإعلامي الذي يحدث في بعض الوسائل الإعلامية، مثل الإخفاء والتضخيم وأيضاً التلاعب ونشر خطاب الكراهية الذي يستهدف طبقة معينة من المجتمع مثل العنصرية والطائفية والدينية وحتى الثقافية وأيضاً التنميط في الوسائل الإعلامية.
وأضاف حمّادة أن هذه الورشات تعمل على تعزيز الوعي الفكري والثقافي لدى الطلاب والعاملين في المجال الإعلامي لمساعدتهم في تقييم المحتوى المنشور على وسائل الإعلام، والتطوير من مهاراتهم في التقييم والرصد، وتمكينهم من تحليل المضمون بشكل جيد، واقترح أن يتم العمل على تنفيذ ورشات تدريبية متقدّمة وعلى مستويات محدّدة وتقديم دراسات جديدة، ومواصلة استهداف وانتقاء الصحفيين المتواجدين في شمال غربي سوريا.
وتابع: “المعلومات والموضوعات كانت قيّمة والتذكير فيها كان مهماً جداً بالنّسبة لي ولزملائي، وطريقة المناقشة والمعالجة كانت مرضية للجميع وميسّرة من قبل المدرّب من أجل الوصول إلى الهدف الرئيسي للجلسات والورشة التدريبية، وأيضاً اللوجستيات ساعدتنا في متابعة وإنجاز ورقة بحثية وتحليل مضمون المحتوى الإعلامي، وأتوجه بالشكر لكل من ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، ورابطة الإعلاميين السوريين على هذه الورشة التدريبية المُميّزة”.
يشار إلى أن عدة مؤسسات وشبكات إعلامية غطّت ورشتي التدريب التي أقامتها هيئة ميثاق شرف في الداخل السوري، بالتعاون مع صحيفة حبر ورابطة الإعلاميين السوريين:
تقرير “السورية نت :Alsouria Net”
تقرير “الوكالة السورية للأنباء – سنا”:
رابطة الإعلاميين السوريين
تقرير الميثاق: