ظهور خجول على الشاشة.. صحفيات شمال سوريا في رحلة كسر حاجز “التنميط”

 

بقلم: عز الدين زكور

 

“روحي على بيتك مكانك مو هون، هي مو شغلتك.. هذه الكلمات كان لها وقعٌ كبير في نفسي”، تقول رنا الحلبي وهي مراسلة تلفزيونية وصحافية تقيم في مدينة عفرين، حيث مكان تهجيرها.

تتحدث “الحلبي” عن عبارةٍ تلقّتها في زحمة الجهود الإنسانية خلال تغطيتها الميدانية، في وقتٍ متأخر من الليل، مأساة الزلزال في مدينة جنديرس بريف حلب، وهي من ضمن نطاق عملها في الراديو والتلفزيون اللذين تعمل لصالحهما، آنذاك.

تضيف: “كان الوقت متأخراً، اضطرت للتوجّه للمكان لتغطية وصول فريق طبي إلى موقع العمل”. وتردف: “أثّر الكلام سلبياً عليّ، تخيّل أن كوادر الإسعاف والإنقاذ تسابق الزمن لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وفي ذات الوقت هناك من يسخر ويتهكّم من عملي الصحفي، ومهمتي الإنسانية والنزيهة”.

ما تقدّم كان واحداً من عدة مواقف “تنمّر وتنميط وسخرية” تعرّضت لها “الحلبي”، وفقاً لما تقول، خلال عملها الميداني، حالها حال كثير من الصحافيات في شمال غرب سوريا، اللواتي تعرضن لمواقف مماثلة، تعود لـ”اعتبارات اجتماعية واعتقادات معدّة سابقاً حول المرأة وعملها”، على حدّ وصفهنّ.

وفي استبيان أجريناه لـ 24 صحافية عاملة في منطقة شمال غرب سوريا، أوضحت النتائج أن نسبة 58.3 في المئة منهنّ تعرضن لـ”تنميط” خلال عملهنّ، فيما أجبن بنسبة 41.7 في المئة بـ”لا”.

وبعد العام 2011 وجدن الصحافيات والناشطات، مساحةَ عمل حرة، في ميدان العمل الصحافي، إلا أنها “مهنة سامية محفوفة بالمتاعب والمخاطر، لأنها في مواجهة مع معتقدات اجتماعية خاطئة”، تقول “الحلبي”.

وعلى الرغم من نظرات التنميط التي تحاوط الصحافيات، إلا أنهنّ أثبتن حضوراً لافتاً في ساحة العمل الصحفي في المنطقة، في مجالاتها المختلفة، المرئية والمكتوبة والمسموعة، إذ لقينَ دعماً وتعاوناً من فئات اجتماعية أخرى، تقبّلت حضورهنّ في هذا القطاع، وفقاً لما يروين.

“الشاشة ليست حكراً على الرجال”

تعدّ “الحلبي” واحدة من الصحافيات القلائل اللواتي عملنَ أمام الكاميرا، وهي تعتبر أنّ ظهورها فرضته “طبيعة التغطيات، كونه لا يوجد سوى عدد قليل من الصحفيات الإناث في رصد ومتابعة الأخبار المحلية الميدانية، وحين بدأت العمل لم أميز كوني امرأة أو رجل فقط”.

وتضيف لـ”ميثاق شرف”: “وضعت نصب عيني أنني صحافية مدنية يجب أن ترصد ما يحصل، وأن أوصل الصورة الحقيقية لما يحدث من مجازر في الشمال السوري وما يعيشه الأهالي في المخيمات، إضافةً إلى سهولة الوصول إلى فئة من النساء، ممّن لا يستطعن السرد أمام صحفي رجل”.

وتعتقد بأنّ المشاكل التي تواجهها تعود لـ”فكر راسخ قائم أنّ بعض الأماكن، ومنها الظهور على الشاشة هي حكر على الرجال فقط، بصرف النظر عن شكل المرأة وحضورها”.

لم تقتصر النظرة الاجتماعية على عمل “الحلبي” فقط، بل اقتحمت حياتها الشخصية، على حدّ تعبيرها، وتروي أحد المواقف، قائلة: “قال أحد الخاطبين أنا لا أتزوج امرأة تظهر على التلفاز”.

وتعقّب على الموقف: “كنت أتوقع وجود هكذا نماذج تفكيرها محدود.. شكرت الله أنه لم يكن من نصيبي، في الواقع العادات السائدة ما زالت قائمة على معتقدات خاطئة”.

من جهتها، نبيهة الطه، وهي صحافية تعمل في مجال الكتابة الصحافية والتصوير المرئي في منطقة ريف حلب، ترى أنّ “التحديات التي تواجهها، المرتبطة بطبيعة المنطقة وسكّانها والعادات السائدة، لم تمنعي من الظهور أمام الكاميرا، لإيماني بأهمية تقديم الأخبار بشكل شفاف وقوي، إذ إنّ التواصل المرئي يساهم في نقل القصص بشكل أفضل”.

وتجد أنّ “التحديات فرصة للتطوير والتعلم أكثر في مجال عملي”.

وأوضحت نتائج الاستبيان أن نسبة 50 في المئة من المشاركات، لم يكن لهنّ تجربة عمل أمام الكاميرا، وردّ بنسبة 41 في المئة منهنّ ذلك لـ”أسباب اجتماعية”، وبنسبة 33.3 في المئة لـ”عدم توفّر الفرصة”، بينما 25 في المئة منهنّ لا يفضلنَ العمل أمام الكاميرا.

“لجأت إلى الكتابة”

بينما ناهد البكري، وهي كاتبة صحافية لعدة مواقع سوريّة، تجد أنها لجأت إلى “الكتابة الصحفية، تماشياً مع طبيعة المجتمع، وتجنباً لأي موقف اجتماعي يمسّني كأنثى، فضلاً عن أن الظهور الإعلامي لا يناسبني وعائلتي”.

وتعتبر أنّ “طبيعة العمل الصحفي الذي اختارته، جنّبها موقف تنميط، أو أي مواقف أخرى اجتماعية سلبية، لذلك عملتُ خلف الكواليس”.

وبحسب نتائج الاستبيان، فإنّ نسبة 50 في المئة من الصحفيات المشاركات في الاستبيان، يعملن في مجال الصحافة “المكتوبة”، وبنسبة 45.8 في المئة بـ”المرئية”، و4.2 في المئة بـ”المسموعة”.

وتضيف: “أخشى من امتهان العمل أمام الكاميرا ـ رغم توفر عرض لي ـ ببساطة لأني أخشى التحريض أو التعليقات المؤذية، التي ستترك آثاراً في محيطي حتى وإن كانت عائلتي متفهّمة إلى حدٍّ كبير، فضلاً عن احتياجات التصوير في التنقّل الحر، وهو ما لا يناسبني كسيدة في هذا المجتمع”.

ويقلق “البكري” مسألة الانتهاكات على اعتبارها تمس الجنسين من الصحفيين، وليس فقط الإناث، رغم إقرارها بمعاناة الصحافيات من القضايا الاجتماعية أكثر من الصحفيين.

وتختم: “الصحفيون، من الجنسين، بحاجة إلى توفير الحماية، لتعزيز عملهم وحضورهم ونشاطهم، والإناث مشمولات بهذه الحاجة الضرورية”.

“تحسّن في النظرة الاجتماعية”

تلتمس “منيرة بالوش”، وهي محررة صحافية تقيم في إدلب، تحسناً في النظرة الاجتماعية خلال السنوات الأربعة الماضية، وتقول: “لاحظت تقبلاً واضحاً في المجتمع لعمل الصحافيات، رغم الخلفيات المحافظة، ربما ساهم في ذلك حالة الاعتياد التي كرّستها الصحافيات الأوائل ممّن عملن في هذا المجال”.

أخّرت “منيرة” مشوارها المهني لسنوات بعد تخرجها في جامعة دمشق ـ كلية الإعلام، بسبب ظروف التهجير والحرب، وامتهنت مجال التحرير والكتابة الصحفية في عام 2016، بعد وصولها إلى إدلب مهجّرة من ريف دمشق عبر “الحافلات الخضر”.

تقول لـ”ميثاق شرف” إنّ “بداية الصعوبة بدأت منذ دخولي فرع الإعلام، إذ كنت أول شابة من قريتي الواقع في القلمون بريف دمشق، تدخل هذا الفرع، طبعاً لأن النظرة الاجتماعية حينها أنّ دراسة الإعلام تعني أن تعملي مذيعة على الشاشة بعد التخرّج، وتكوني حرة في اللباس”.

اختارت “منيرة” العمل خلف الكواليس، على حدّ وصفها، في التحرير والكتابة الصحافية، ولا تعتبر أنّ اختيارها قائم على خلفيتها المحافظة ـ كونها محجّبة ومنقّبة فقط ـ وإنما بشكل رئيسي بسبب الحرية والمرونة في عملها (عن بُعد) وخاصةً أنها ربّ أسرة وأم لأطفال، فضلاً عن الخبرة التي اكتسبتها في هذا المجال تحديداً، دوناً عن باقي قطاعات الإعلام الأخرى.

وتجد أنّ “أبرز الصعوبات التي تواجهها في العمل الصحفي، في الوصول إلى المعلومة، بالدرجة الأولى، وهذا أمر ينطبق على الصحفيين والصحافيات، إلى جانب ضرورة توفير فرص عمل للصحافيات”.

كيف يبدو حضور السيدات في الأجسام الإعلامية؟

في إحصاء لحضور السيدات الصحافيات في أكبر التجمّعات الإعلامية في شمال غرب سوريا، وهي رابطة الإعلاميين السوريين، واتحاد الإعلاميين السوريين، وشبكة الإعلاميين السوريين، كان لافتاً تراجع أعداد المنتسبات مقارنةً بالذكور.

في “رابطة الإعلاميين السوريين”، بلغ عدد المنتسبات لها 24 عضواً من السيدات، من أصل 240 عضواً، وهو ما نسبته 10 في المئة.

بينما في “اتحاد الإعلاميين السوريين”، بلغ عدد المنتسبات له 40 عضواً من السيدات، من أصل 500 عضو، وهو ما نسبته حوالي 8 في المئة.

أما “شبكة الإعلاميين السوريين”، بلغ عدد المنتسبات لها 19 عضواً من السيدات، من أصل 96 عضواً، وهو ما نسبته حوالي 20 في المئة.

“نسعى لحضور جيد للسيدات”

تتجّه التجمعات الإعلامية في شمال غرب سوريا، نحو تحسين حضور السيدات فيها وتقلدهنّ مناصب إدارية، رغم عدة معوّقات أبرزها اجتماعية، محاولةً توفير بيئة تتناسب مع ظرفهنّ الاجتماعي ومتطلبات عملهنّ.

ويعتبر إبراهيم زيدان، أمين سر “رابطة الإعلاميين السوريين” وهي (كيان مدني، تأسس عام 2021، يهدف إلى تنظيم الإعلاميين والدفاع عنهم، وفقاً لما تعرّف عن نفسها) أنّ “نسبة السيدات في الرابطة حتى الآن منطقية كون العاملات في المجال الاعلامي نسبتهن قليلة مقابل الذكور، ومع ذلك تسعى الرابطة لتشجيع عدد أكبر من الإناث للانضمام للرابطة، بل وحتى لإدارة الرابطة وذلك ما أعرب عنه مجلس الإدارة في عدة اجتماعات”.

ويضيف لـ”ميثاق شرف”: “ليس هناك أي شروط إضافية لانضمام السيدات للرابطة فالشروط واحدة لكلا الجنسين والتسهيلات مطروحة لكل الراغبين بالانضمام للرابطة شرط تحقيق شروط الانتساب الدنيا حسب النظام الداخلي”.

وحول جهود الرابطة في تحسين التوازن الجندري وحضور السيدات، يقول “زيدان”: ” بالطبع عملت الرابطة على تشجيع حضور السيدات في الرابطة وتحفيزهم على المشاركة وبدأ ذلك بترؤس إحدى الزميلات مكتب العضوية في الدورة الأولى لمجلس إدارة الرابطة ومن خلال عدة اجتماعات أعربت الرابطة عن تشجيعها لأي نشاط يدعم حضور السيدات في كل محفل ونشاط كما تم توجيه عدة دعوات لسيدات في الرابطة وخارجها للمشاركة في عدة فعاليات ونشاطات كان آخرها ورش تدريبية مع ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”.

من جهته، يجد محمود أبو راس، وهو مدير “شبكة الإعلاميين السوريين”، أنّ “نسبة الحضور النسائي في الشبكة، غير مقبولة، رغم مساعينا لاستقطاب السيدات العاملات في الشأن الإعلامي، للحصول على توازن جندري، لكن هناك عامل مهمّ في هذه المسألة وهو تراجع عدد السيدات في ميدان العمل، مقارنة بعدد الذكور”.

ويضيف مدير الشبكة (وهي منظمة إعلامية سورية مستقلة، ولا تتبع لأية جهة سياسية أو عسكرية، وفقاً لما تعرّف عن نفسها): “شروط الانتساب في الشبكة، لا تميز بين ذكر وأنثى، لأن الشبكة تراعي المساواة الجندرية بين الجنسين، وهذا واضح من خطابها على موقعها الرسمي ومواقع التواصل الاجتماعي”.

ويعتقد بأنّ “تحسين حضور السيدات في الشبكة، مرتبط بزيادة حضورها في ميدان العمل”، ويردف: “لدينا خطة لتخصيص تدريبات للصحافيات، منها الخطاب الجندري ضمن الخطاب الإعلامي”.

بينما يرى “جلال التلاوي” وهو رئيس “اتحاد الإعلاميين السوريين” (وهو مؤسسة مستقلة تضم إعلاميين بهدف تنظيم جهودهم وتنمية مهاراتهم وحماية حقوقهم، وفقاً لما يعرّف عن نفسه)، أنّ “نسبة الإعلاميات والصحافيات في الاتحاد، مقبولة، فضلاً عن كونهنّ في كل عام يكنّ جزءاً من الأمانة العامة التي يبلغ تعدادها 21 عضواً، بمقعدين على الأقل”.

وفي صدد دعم حضورهنّ في “الاتحاد”، يوضح “التلاوي” لـ”ميثاق شرف” أنّ “الاتحاد شهد ولادة كتلة صحافيات وإعلاميات هذا العام، بهدف تقوية وقيادة أنفسهنّ بأنفسهنّ”.

“الوعي الإعلامي”

يحمل “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”، وهو (منظمة مهنية مستقلة غير حكومية وغير ربحية)، على عاتقه مهمّة النشر الوعي الإعلامي، لتوفير بيئة عمل أخلاقية، عبر ورشات تدريبية استهدفت صحافيين وطلبة إعلام في ريفي إدلب وحلب، كان أبرز محاورها “التنميط ضد النساء”.

في هذا الصدد، يقول محمد الصطوف، وهو عضو مجلس إدارة في “ميثاق شرف”، إنّ “الأخير وضع خطة استراتيجية لمواجهة أو الحد من كل وسائل التنميط ضد النساء والصحافيات، وانتهاك الخصوصية، عبر عدة مراحل وأدوات، أبرزها التوعية، من خلال عقد عدة جلسات وورشات ومناقشات حوارية، بالتوازي مع مدوّنات سلوك تؤطّر بالحدود المعقولة هذا النوع من الممارسات، حتى خرج بلبنة لجنة الشكاوى”.

ويضيف حول “لجنة الشكاوى”: “هذه اللجنة لها قانون ناظم لعملها وأطر ومحددات، عبر لجنة مؤلفة من نساء ورجال، يتمتعون بمعرفة عالية بقضية التنميط”.

ويعتبر أنّ الجانب التوعوي لـ”الميثاق”، ركّز على مسألة “حث وتشجيع المرأة الصحفية، لتقلّد مناصب قيادية في المؤسسات والمجتمع، هذا من جانب، ومن جانب آخر، وضع مدونات سلوك تحد من هذه الظاهرة غير المقبولة وحماية الصحافيات، سواء قدّمها الميثاق بشكل مستقل أو بالتعاون مع مؤسسات صحفية وإنسانية دولية ومحلية”.

ويكشف “الصطوف” أنّ “الميثاق يعمل بالعام المقبل لتوسيع وتفعيل بشكل أكبر عمل لجنة الشكاوى، لمعالجة هذه الانتهاكات التي تخص مدونة السلوك الأخلاقي والمهني، والتنميط ضد الصحافيات والنساء، وخطاب الكراهية، إلى جانب العمل على تحقيق توازن في حضور السيدات ضمن الميثاق”.

“صحافيات رياديات”

يرى محمد البقاعي وهو مدير الوحدة الاجتماعية في مركز “شام للدراسات والبحث العلمي” التابع لجامعة “شام” (مقرها ريف مدينة اعزاز شمالي حلب)، أنّ “ظاهرة تنميط عمل المرأة، ظاهرة منتشرة، فعند سؤال المجتمع المحلي حول الأعمال التي يمكن للنساء العمل بها، عادةً تكون الإجابات، معلمة وخياطة، وممرضة، بمعنى أن المجتمع غير معتاد أن تعمل بأعمال أخرى ـ ومنها الإعلام ـ وهو ما يزيد الصعوبة أمام النساء اللواتي يردن العمل بهذا المجال”.

ويضيف لـ”ميثاق شرف”: “رغم وجود رغبة لدى العديد من النساء للانخراط بهذا العمل، وهو أصبح من الأعمال التي لا يوجد فيها تفاوتاً بالمقدرة ما بين النساء والرجال، إلا أنّ وجود هذا التنميط، يدفع بكثير من النساء لتجنب هذا العمل، وأعتقد يمكن تجاوز هذا الأمر، من خلال توفير المجتمع لصحافيات رياديات ـ ربما يدفعن فاتورة أكبر ـ لكن سيمهّدن الطريق نحو تغيير حقيقي في نظرة المجتمع حول عمل النساء، ومنها العمل الصحافي”.

“المسؤولية الأكبر على المؤسسات الإعلامية”

تجد “ميس قات” وهي صحافية استقصائية ومدربة دولية تقيم في هولندا، أنّ “المجتمع مسؤول عن التنميط طبعًا ولكن المؤسسات الإعلامية والصحفيين والصحفيات عليهم مسؤولية أكبر، لأننا نتوقع منهم وعيًا أكبر تجاه قضايا النساء والمساواة، إضافة إلى قيادتهم الدعوة للتغيير المجتمعي”.

وترى في حديثٍ لـ”ميثاق شرف” أنّ “توزيع المهام بين أفراد الفرق والمراسلين والمراسلات يلعب دورًا كبيرًا في حصر أدوار النساء بأنواع معينة من المهام، أو أشكال معينة من التغطيات الصحفية وحتى الموضوعات والزوايا، مثلا نرى الصحفيات يقدمن البرامج على الشاشات أو في الراديو، ولكن نادرا ما نراهن مراسلات ميدانيات، ويتم إيلائهنّ مهام التغطيات المتعلقة بالصحة والنساء، بينما الصحفيون الرجال يعملون على موضوعات السياسة”.

وتختم حديثها: “نعرف أن بعض الصحفيات اللواتي اخترن أن يعملن في الميدان أو في اختصاصات لا يشيع فيها عمل الصحفيات النساء تتعرضن لمضايقات بسبب حملهن للكاميرا أو حتى أثناء إجراء المقابلات ولكن المجتمع يعتاد على الأمر مع الوقت، والصحافيات السوريات يقمن بخطوات ثابتة وجريئة في سبيل تحقيق ما يبغين، وليلعبنَ دوراً مركزياً إلى جانب زملائهم الصحفيين”.

توصيات من صحافيات

قدمن الصحافيات المشاركات في الاستبيان المعدّ للمادة، عدداً من التوصيات، أبرزها:

توفير دراسة أكاديمية في المنطقة وفتح فرع للإناث ليساهم في تغيير نظرة المجتمع للمجال الإعلامي.

زيادة التوعية المجتمعية لضرورة تقبل وجود المرأة في الإعلام كونها تستطيع الوصول إلى أماكن يصعب تواجد الرجل الصحفي بها.

دعم الصحافيات وتفعيل قوانين حماية الصحافيات وممارسة أدوارهنّ بشكل مكثف أكثر.

نشر الوعي بأهمية عمل المرأة بالإعلام.

التوعية ودعم الإعلاميات وتشجيع مبادراتهنّ وأفكارهنّ ونشر قصص نجاح عنهنّ.

احترام الصحافيات وعدم انتقادهنّ بالكلام الجارح.

الالتزام بمعايير ميثاق شرف للإعلاميين السوريين للحد من هذه الانتهاكات.

زيادة فرص العمل للصحافيات في الوسائل الإعلامية لتعزيز تمثيل جميع الفئات الاجتماعية وتحقيق توازن أفضل.

دعم وتشجيع الصحافيات على المشاركة في مناقشات المجتمع للتعبير عن وجهات نظرهنّ وتوضيح أفكارهنّ.

تقديم دعم للمشاريع الصحفية التي تركز على قضايا النساء وتسليط الضوء على قصصهنّ بشكل متوازن.

تشجيع الصحافيات على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للتفاعل مع الجمهور بشكل مباشر وكسر النماذج التقليدية.

تنظيم دورات تدريبية للصحافيات حول مخاطر التنميط وكيفية تجنبه.

توجيه الإعلام لمناصرة الصحافيات بهذا الشأن بحيث يوجّه للمجتمع والمؤسسات القائمة على العمل الإعلامي.

احترام حرية النساء في اختيار طبيعة عملهنّ.

دعم السلطات المحلية ووسائل الإعلام المحلية والخارجية لعمل المرأة الصحافية.

إقناع المجتمع المحيط القريب والبعيد بأهمية عمل الصحافيات وقوة رسالتهنّ.

دعم أسر الصحافيات لهنّ في مواجهة الصعوبات ونظرات المجتمع السلبية.

سنّ قوانين حكومية تحمي الصحافيات وتعزز دورهنّ وعدم تمييزها عن الصحفيين الشباب.