تلعب نوعية التغطية التي تقدمها وسائل الإعلام لقضايا الأطفال، دوراً رئيسياً في تشكيل سلوك البالغين تجاه الأطفال والطفولة، وتساهم إلى حد بعيد في تكوين وجهات نظر الأطفال أنفسهم؛ حول حاضرهم ومستقبلهم. إذ “تنطوي التغطية الصحفية لقضايا الأطفال وإجراء المقابلات معهم على مسؤولية أخلاقيّة كبيرة، لا سيما خلال تواجدهم في مناطق الصراعات وأماكن النزاعات وبأوضاع حسّاسة، ما يحتم أن يتسلّح الصحفي بمجموعة من المبادئ الأخلاقيّة التي تشكّل أرضية الصحافة التي تضمن حقوق الطفل وتنقل صورة تليق به ولا تلحق الأذى به”.
وعرّفت اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الطفل؛ الطفل: هو الشخص الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه. إذ أن احترام حقوق الطفل اليوم يعني احترام جميع حقوق الناس في المستقبل.
الفقرة الثالثة من المادة الأولى من مدونة السلوك المهني في نص ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، أكدت على أن مقابلة الأطفال الذين يمثلون جزءاً من القصة أو كلها، تتطلب توفير الشروط التالية:
- طلب الإذن من أحد الوالدين أو الوصي، ويستثنى من ذلك الأخبار العاجلة المتعلقة بطفل لا يُعرف مكان والديه، أو أحدهما.
- يمكن للصحفي الطلب من أحد الوالدين أو شخص يعرفه الطفل، حضور المقابلة.
وأوضحت مدونة السلوك في الميثاق، أنه يعدّ انتهاكاً لحقوق الطفل كل نشر يتضمن اسم وصورة طفل/ أطفال، دون إخفاء هوية الطفل، بطريقة لا يمكن التعرف من خلالها على هويته الأصلية، وخاصةً في الحالات التالية:
- ضحية اعتداء أو استغلال جنسي.
- مرتكب اعتداء بدني أو جنسي.
- مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
- متهم أو مدان بارتكاب جريمة.
- نشر صور جنسية للأطفال، حتى بعد الحصول على موافقة ولي الأمر أو الوصي.
- تضمين المنشورات صوراً نمطية سلبية عن الأطفال، دأبت الكثير من وسائل الإعلام على ترويجها، مثل (الضحايا والعاجزين).
- رشوة الطفل بالمال أو الهدايا، أو بوعود تحسين الظروف، من أجل الحصول على معلومات من الطفل.
وأكدت المدونة على جملة من التوصيات يمكن للصحفيين والصحفيات مراعاتها عند تغطية القضايا الخاصة بالأطفال:
- اشرح سبب رغبتك بالتحدث إلى الطفل، وكيف ستستخدم المقابلة، ومتى وأين ستنشر أو تعرض.
- احرص على جلسة تضمن تساوياً في مستوى النظر مع الطفل.
- اخبر الطفل باسمك واشرح له ما الذي يفعله الصحفيون، بلغة يمكنه فهمها.
- أكد للطفل أن بمقدوره عدم الإجابة عن السؤال، وأن بإمكانه أن يطلب منك عدم استخدام المعلومات الحساسة.
- اطرح أسئلة مفتوحة، من قبيل “ما هو أقسى منظر رأيته”، وابتعد عن الأسئلة التي تقدم إجاباتهم الخاصة، مثل “هل كنت خائفاً؟”.
- اشكر الطفل لمساعدتك على انجاز القصة، وأخبره أن مساهمته كانت مهمة جداً.
- تجنب مقابلة الأطفال في مكان الحادث.
- القواعد التحريرية المنصفة تستوجب العناية بقصص البنين والبنات، دون تغليب لنوع اجتماعي على آخر.
- تجنب إطلاق التصنيفات أو التوصيفات على الأطفال، فقد تعرضهم لأعمال انتقامية سلبية أو لإساءة المعاملة مدى الحياة، أو التمييز أو الرفض في مجتمعاتهم المحلية.
كما أن خرق أو انتهاك هذا المعيار من الجهة الناشرة، يكون مدعاة للشكوى من الجهة أو الجهات المتضررة (الشخص أو الأشخاص).
لتقديم شكوى من خلال الرابط التالي: اضغط هنا
الصورة الرئيسية من موقع Tiny hand.