أصدرت لجنة الشكاوى في ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، تقريرها الدوري الذي يوثق الشكاوى الواردة إلى اللجنة خلال الربع الأول من عام 2024.
ووردت إلى اللجنة 4 شكاوى ضد محتوى إعلامي منشور على وسائل إعلامية سورية أو محتوى مرتبط بالشأن السوري منشور على إحدى وسائل الإعلام غير السورية، كان منها 3 شكاوى في شهر شباط الماضي، في حين وردت الشكوى الأخيرة مع نهاية شهر آذار الماضي، وعالجتها اللجنة وفق الأنظمة والآليات المعمول بها في نظام الشكاوى.
ويهدف التقرير إلى ترسيخ الصحافة الأخلاقية في سوريا وتحقيق المعايير الثلاثة عشرة التي اعتمدتها مدونة السلوك المهني والأخلاقي والتعليمات التنفيذية للجنة الشكاوى، في ميثاق شرف للإعلاميين السوريين.
وحلل التقرير نتائج الشكاوى الواردة إلى صندوق اللجنة خلال الربع الأول من عام 2024، من حيث العدد ونوع الانتهاك، ويقارنها بنتائج تقارير السنوات السابقة. وتركزت معظم الشكاوى الـ4 الواردة، من حيث نوع المحتوى، حول المحتوى المرئي، إذ وردت 3 شكاوى بحق مواد مرئية، فيما كانت الشكوى الأخيرة بحق محتوى مكتوب في إحدى وسائل الإعلام السورية، وذلك بعكس ما كان عليه حال الشكاوى الواردة خلال عام 2023 والتي تركزت بحق محتوى مقروء (مكتوب).
وأشار التقرير إلى أن جميع الوسائل الإعلامية المشكو منها، مركزها الرئيسي خارج سوريا، إضافةً إلى أن 3 منها وسائل إعلامية سورية، عكس ما كان عليه الحال خلال عام 2023، إذ كانت معظم الشكاوى الواردة بحق وسائل إعلامية ليست سورية، ووردت الشكاوى فيها، على محتوى صحفي ذي صلة ومرتبط بالشأن السوري.
وبيّن التقرير أن معيار الخصوصية، التنميط، الدقة والصِحة والوضوح، كانت من أكثر المعايير انتهاكاً مقارنة ببقية المعايير الواردة في مدونة السلوك المهني ونظام الشكاوى.
وبحسب التقرير فإن النطاق الجغرافي للشكاوى الواردة قد اتسع داخل سوريا، إذ وردت شكاوى من مناطق جغرافية جديدة داخل سوريا، وذلك بخلاف ما كان عليه الحال خلال عامي 2022 و 2023.
وعرض التقرير أبرز إنجازات اللجنة خلال الربع الأول من العام الحاليّ، إذ شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 خطوات هامة في عمل لجنة الشكاوى لميثاق شرف للإعلاميين السوريين، اتسمت بتوسيع نطاق عملها وتطوير نظامها الداخلي وتعزيز جهودها في الترويج لنظام الشكوى.
إذ تم توسيع عمل اللجنة لتشمل جميع المؤسسات الإعلامية السورية بغض النظر عن توقيعها على نص الميثاق، كما تم تطوير نظام الشكاوى بما يتناسب مع التطورات الحالية.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من زيادة عدد الشكاوى خلال الربع الأول من 2024، مقارنة بالشكاوى الواردة خلال عامي 2022 و2023، إلا أنها ما تزال قليلة نسبياً مقارنةً بحجم الانتهاكات المهنية والأخلاقية التي رصدها الفريق التنفيذي لـ ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، في ذات الفترة.
الشكوى حق أصيل للجمهور للارتقاء بالمحتوى الإعلامي وتعزيز التشاركية
ملاك سويد رئيسة لجنة الشكاوى، أكدت أن الغرض الأساسي من التقرير وأهميته، لا تنحصر فقط في إظهار أعداد الشكاوى الواردة إلى اللجنة وآليات معالجتها، بل تنبع أيضاً من الحاجة الملحة التي تتطلبها الممارسات الإعلامية، في الارتقاء نحو إعلام أنقى خالي من المخالفات المهنية، إلى جانب السعي لتحقيق حالة من التشاركية بين الجمهور ووسائل الإعلام، وبالتالي تحقيق أبرز أهداف نظام الشكاوى، في دعم المؤسسات الإعلامية للنهوض بالممارسات الإعلامية نحو الأفضل، لا التشهير أو التحريض على الوسائل الإعلامية وخلق الحساسيات.
وأضافت أنه في إطار سعي لجنة الشكاوي لإلتماس أكبر قدر من الفعالية والجدوى والتأثير في واقع الإعلام السوري عبر مؤسساته بتبايناتها، مقروءة مسموعة ومرئية، قامت اللجنة بتوسيع إطار عملها ليشمل جميع المؤسسات السورية الإعلامية بغض النظر عن توقيعها على نص الميثاق، وذلك نظراً لواقع رصد أن معظم الشكاوى الواردة منذ بدء اللجنة في عملها، كانت ضد مؤسسات غير موقعة على نص الميثاق، وبالتالي كان لابد من تطوير إطار عمل اللجنة تلبية لحاجات الجمهور وتفعيل هدف استقطابه لممارسة حقه ودوره في التصويب وفي بناء علاقة تفاعلية بناءّة ترقى إلى معايير الخطاب الإعلامي الاحترافي.
وأكدت أن اللجنة تعمل على خطة استقطاب أكبر سواء للجهات الإعلامية للانضمام للموقعين على الميثاق أو للجمهور لخلق وعي ودراية أكبر لديه بحقه بالاعتراض والشكوى والتفاعل مع الخطاب الإعلامي الموجه إليه، مشيرةً إلى أن اللجنة كانت ومازالت وتتطلع دوماً لتطوير وتصويب عملها ومرجعياتها القانونية باتجاه صيغة تكاملية احترافية ترفد وتغني عمل وممارسة الإعلام السوري بتفرعاته.
وختم التقرير، بالتأكد على أن اللجنة تسعى من خلال هذه الجهود الدؤوبة إلى لعب دور فاعل في ضمان التزام وسائل الإعلام السورية بالمعايير المهنية والأخلاقية، وتعزيز حرية التعبير المسؤولة، وحماية حق الجمهور في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة.
ودعا التقرير الجهات من مؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني، إلى ضرورة نشر ومشاركة التقرير، كما حثّ الجمهور السوري على استخدام آلية المساءلة وتفعيل دوره في حوكمة الإعلام السوري.
يذكر أن ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، أصدر نظام الشكاوى في عام 2021، فيما أطلق عمل لجنة الشكاوى في عام 2022.
للاطلاع على التقرير كاملاً اضغط هنا
لتقديم شكوى (اضغط هنا)