اختتمت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، أمس السبت، فعاليات منتدى “حواري للتعريف بنظام الشكاوى ومناقشة آليات التعاون لمحاربة الانتهاكات والصورة النمطية ضد النساء في المحتوى الإعلامي”، عبر تطبيق “ZOOM“.
وشارك في المنتدى 31 صحفياً وصحفية وناشطين/ات في المجتمع المدني السوري، وصناع/ات قرار في المبادرات النسوية والمنظمات المعنية بالقضايا النسوية، من مناطق جغرافية مختلفة داخل وخارج سوريا.
أجندة المنتدى توزعت على ثلاثة جلسات رئيسية، يسرتها الخبيرة خولة دنيا، استشارية ومدربة في قضايا النوع الاجتماعي، كما تضمنت الجلسة الثانية والثالثة تطبيقات عملية ونقاش مفتوح، حول الانتهاكات ضد النساء في المحتوى الإعلامي، وآليات التعاون والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لمحاربة الانتهاكات ضد النساء في المحتوى الإعلامي.
في الجلسة الأولى ناقش الحضور، معايير مدونة السلوك المهني والأخلاقي للعمل الإعلامي (معايير الميثاق الأخلاقي)، وأهمية نظام الشكاوى كأداة من أدوات المساءلة، كما ناقشوا آليات عمل اللجنة وطرق معالجة الشكاوى الواردة إليها، كما تم استراض التعليمات التنفيذية للجنة، وعرض تفصيلي لمخطط سير الشكوى، وآلية تعبئة استمارة الشكوى (استمارة الشكوى – موقع الميثاق).
وتضمنت الجلسة الثانية نقاشاً مفتوحاً بين المشاركين، حول الانتهاكات ضد النساء في المحتوى الإعلامي، وعرضت الميسرة بعض النماذج حولها، إلى جانب طرح العديد من الأفكار حول أهمية توعية الجمهور بالحق بمساءلة وسائل الإعلام واستخدام أداة الشكوى.
فيما ناقش المشاركون في الجلسة الثالثة، آليات التعاون بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني، لمحاربة وتخفيف الانتهاكات والصور النمطية ضد النساء في المحتوى الإعلامي.
الصحفي أحمد نذير، يعمل في راديو روزنة، قال: إن “المنتدى كان فرصة لتبادل الأفكار والمقترحات التي تسهم بتعزيز دور الجمهور في مراقبة المحتوى الإعلامي المنشور، ومساءلة وسائل الإعلام عبر لجنة الشكاوى التابعة لميثاق شرف للإعلاميين السوريين”.
وأضاف أن المنتدى تناول المنتدى كذلك أبرز صور الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في المحتوى الإعلامي، كما توصل المشاركون إلى اقتراح آليات تحد من تلك الانتهاكات، وتُفعِّل دور المتلقي في الكشف والإبلاغ عنها عبر لجنة الشكاوى.
الصحفية زينة عبدي نائبة رئيس شبكة الصحفيين الكرد السوريين، قالت: إن “المحتوى كان مميزاً أضاف لي الكثير ومن خلاله تعرفت على نظام الشكاوى وكيفية التقديم حسب المعايير المهنية الموضوعة، بالإضافة إلى التعرف على طبيعة عمل الميثاق والاستفادة من تجاربهم السابقة في معالجة الشكاوى المقدمة إليهم”.
واقترحت عقد ندوات ومنتديات بشكل دوري، وخاصةً فيما يتعلق بالتشبيك بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لتعريف الجمهور بنظام الشكاوى والآليات المعتمدة بالتوازي مع المعايير الأخلاقية والمهنية.
وتابعت أنهم كصحفيين: “يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي بنظام الشكاوى كونه جزء أساسي ضمن إطار عملنا وأن نقوم بإعداد رسائل توعوية وإيجابية تشكل لدى الجمهور توعية ومعرفة أكثر بنظام الشكاوى”.
الصحفية لورين صبري، معدّة ومقدمة برامج، أوضحت أن المنتدى كان مهماً وغنياً بالمعلومات التي قدمها، وخاصةً المتعلقة بشرح آليات نظام الشكاوى وطرق معالجة الشكوى، مشيرةً إلى أن النقاشات بين المشاركين كانت بناءةً ومثمرة.
وقالت: إن “المنتدى وفّر مساحة جيدة للحوار، وأنها استفادت من مهارات معرفة مكان الانتهاكات في المحتوى الإعلامي، كيفية تقديم شكوى عبر الاستمارة الالكترونية التي يوفرها موقع ميثاق شرف”، موضحةً أنهم تعرّفوا على نظام الشكاوى كأداة من أدوات المساءلة وأهمية توعية المجهور بحقه في الشكوى، وكونه شريكاً في صناعة المحتوى الإعلامي.
وأضافت أن المشاركين/ات قدموا العديد من المقترحات حول آليات التخفيف ومحاربة الانتهاكات أو المخالفات المهنية والأخلاقية في المحتوى الإعلامي، كذلك مكافحة تلك الانتهاكات ضد النساء وخاصةً أنهنّ الفئة التي قد تتعرض للانتهاكات بشك أكبر، مشيرةً إلى أهمية تشجيعهنّ على تقديم شكوى بحق المحتوى المخالف للمعايير المهنية والأخلاقية.
بالنسبة للمنتدى كان غنياً وتفاعلياً بإعطاء مساحة كبيرة للاستفسار حول الميثاق وآلية نظام الشكاوى وعمل لجان النظام فيه، بحسب ما قاله الصحفي حمزة المعروفي، من منصة الراصد، الذي أشار إلى أن نظام الشكاوى “سيكون له دور فاعل في مستقبل الإعلام السوري المستقل”.
وعن أهمية عمل لجنة الشكاوى ولجنة المراجعة، تابع “المعروفي”: “لابد أن يكون لأي ميثاق شرف صحفي منظم، خطة ومنهجية واضحة للتعامل مع الوسائل الإعلامية الموقعة عليه، وهذا ما تفتقر له معظم المواثيق الصحفية العربية، وما يميز ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، حيث تأتي أهمية عمل لجنة الشكاوى بأنها ذات قرار مستقل عن أي مؤسسة متضامنة موقعة على الميثاق”.
واقترح إنشاء لجنة أخرى، للمرافعة والشكاوى، لحلّ الشكاوى أو المخالفات التي قد ترتكب على نطاق المؤسسات ذاتها، إذ قد “تقوم مؤسسة ما بالافتراء والتجني وبث شائعات مضللة أو كاذبة، ضد وسيلة إعلامية أو منظمة مدنية أخرى”.
الصحفي أحمد حاميش قال: إن المنتدى “عقد بوقت كثرت به الانتهاكات على مستوى الصحافة والإعلام وانتشرت بشكل كبير فكان المنتدى فرصة هامة لشرح هذه الانتهاكات وطرق معالجتها وكيفية تقديم الشكاوى، وماهي الانتهاكات التي تخضع للمساءلة”.
وأوضح أن المداخلات من المشاركين حول كيفية التعاون بين الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية من جهة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى، كانت مهمة لخلق بيئة اجتماعية واعية تجاه خطورة تلك الممارسات الخاطئة وتأثيرها السلبي على المجتمع.
وأكد على أهمية عمل لجنة الشكاوى من خلال تلقي الشكاوى والتحقق منها ومعالجتها، مشيراً إلى تطابق آراء الحضور حول ضرورة ايجاد آلية محاسبة عبر سن تشريعات وقوانين بالتعاون مع السلطات المحلية والنقابات والروابط الإعلامية، يتم من خلالها محاسبة كل من يتعدى على أخلاقيات العمل الإعلامي وردعه.
وأضاف أن المشاركين في المنتدى نوهوا إلى ضرورة القيام بحملات توعية للناشطين والمجتمع بوقت واحد، للحد من الانتهاكات إلى أن “نصل لمجتمع يحترم خصوصية الإنسان وأخلاقيات المهنة الصحفية”.
الناشطة المجتمعية عبير هاشم أوضحت أن النقاشات والمداخلات في المنتدى كانت غنية ومثمرة، مشيرةً إلى أن تنوع الحضور من مختلف الشرائح إلى جانب الصحفيين/ات والعاملين في منظمات المجتمع المدني من مختلف الجغرافيا السورية، أضفى طابعاً مميزاً على المنتدى وأغنى الجلسات الحوارية والمناقشات بالتطبيقات العملية والأمثلة الحيّة.
وأضافت أن الاحترام وتقبل الآراء وتبادلها خلال المنتدى، عكس مدى الوعي المجتمعي الذي نحتاجه اليوم، وما جرى خلال الجلستين الثانية والثالثة من عرض أمثلة فيما يتعلق بالصور النمطية والانتهاكات المهنية ضد النساء في المحتوى الإعلامي، أعطى انطباعاً جميلاً عن المنتدى.
وقالت إن “الحديث عن آلية عمل لجنة الشكاوى وماهية عملها وتنوع الخبراء في اللجنة وطريقة تقديم الشكوى، وخاصة عندما تم أخذ آراء الجميع للمشاركة في الوصول إلى توصيات لتطوير عمل لجنة الشكاوى والآليات المقترحة لذلك، وضرورة التشبيك بين منظمات المجتمع المدني واللجنة بإشراف الميثاق، كانت مهمة ومحفزة لنا كمشاركين وناشطين في المجتمع المدني وصحفيين، لضرورة توعية الجمهور السوري بحقه في الشكوى كأداة من أدوات المساءلة والارتقاء بالخطاب الإعلامي للوصول إلى الغاية المنشودة، إعلام خالي من الانتهاكات المهنية”.
لتقديم شكوى: (اضغط هنا)