تتقدم رابطة الصحفيين السوريين وهيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين بأسمى آيات التهاني للشعب السوري العظيم بمناسبة الانتصار التاريخي للثورة السورية، الذي يمثل نهاية عهد الاستبداد وبداية بناء سوريا الحرة على أسس العدالة، الكرامة، واحترام حقوق الإنسان.
إن هذا الإنجاز الوطني الكبير هو ثمرة تضحيات الشعب السوري طوال سنوات طويلة، ويشكّل نقطة انطلاق نحو تأسيس دولة تحترم حرية الرأي والتعبير، وتعترف بالدور المحوري للإعلام كسلطة رابعة تعزز الشفافية والمساءلة.
وفي هذا السياق، لا يمكننا إلا أن نستذكر الدور البطولي الذي لعبه الصحفيون السوريون في هذه المسيرة التحررية حيث وقف الإعلاميون على خطوط المواجهة الأولى، ونقلوا الحقيقة رغم المخاطر الجسيمة، وساهموا في كشف جرائم النظام أمام العالم أجمع. لقد دفع العديد منهم حياتهم، أو تعرضوا للاعتقال والتعذيب، في سبيل إيصال صوت الشعب السوري ومعاناته، وهو ما يجعل تضحياتهم جزءًا لا يتجزأ من هذا النصر العظيم.
وفي ظل هذا الإنجاز، تؤكد الرابطة والميثاق التزامهما الكامل بدعم إعلام حر ومسؤول ومستقل يكون ركيزة أساسية في بناء سوريا المستقبل. ومن هذا المنطلق، ندعو جميع المؤسسات الإعلامية السورية للانضمام إلى جهودنا المشتركة لترسيخ مبادئ الحرية، المسؤولية، والشفافية.
كما ندعو الحكومة الانتقالية الحالية إلى:
1. إصدار تشريعات وقوانين شاملة تضمن حرية واستقلالية الصحافة، وتحمي حقوق الإعلاميين، وتكفل حقهم في الوصول إلى المعلومات وممارسة عملهم دون قيود أو تهديدات.
2. دعم جهود تنظيم العمل الإعلامي، وضمان الامتثال للمعايير المهنية.
3. تعزيز حرية النقابات الصحفية عبر ضمان حق تشكيل النقابات والروابط الصحفية المستقلة، وتقديم الدعم اللازم لها كجزء من التزام الدولة ببناء إعلام قوي ومستقل.
4. دعم الإعلام المستقل من خلال تمكين المؤسسات الإعلامية التي لا تخضع لهيمنة سياسية أو مالية، وتقديم الدعم التقني والمالي لها لتعزيز دورها في نقل الحقيقة وخدمة المصلحة العامة.
5. نشر ثقافة الإعلام المسؤول من خلال دعم المؤسسات الإعلامية لإنتاج محتوى مهني يعزز قيم التعددية، المساواة، والعدالة، وخالٍ من خطاب الكراهية.
6. تمكين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية عبر توفير برامج تدريبية وتطويرية لضمان مواكبة الإعلام السوري لأفضل الممارسات العالمية في الدقة والمصداقية.
ختامًا، نجدد التزامنا بمواصلة العمل نحو بناء إعلام يخدم تطلعات الشعب السوري، ويكون صوتًا للعدالة والحرية في سوريا الجديدة.