أبرزها مهارات تحليل المحتوى الإعلامي مدعاة للشكوى.. “ميثاق شرف” يعقد جلسة تقييم مع المشاركين في أنشطة المناصرة

عقدت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، مساء أمس، جلسة تقييم مع المشاركين في ورشتي التدريب اللتين نفّذهما الميثاق خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حول “رصد وتحليل الانتهاكات المهنية والأخلاقية في المحتوى الإعلامي مدعاة الشكوى باستخدام آلية الشكاوى في الميثاق”، في إعزاز وإدلب شمال غربي سوريا، بالتعاون مع صحيفة حبر ورابطة الإعلاميين السوريين.

 

وحضر الجلسة 13 طالباً وطالبة في كلية الإعلام بجامعتي إدلب وحلب الحرة شمال غربي سوريا، وخريجون من المعهد التقاني للإعلام، شاركوا في الأنشطة السابقة، ومدراء مؤسسات إعلامية.

وافتتح رئيس مجلس إدارة ميثاق شرف، أحمد العبسي، جلسة التقييم بالترحيب بالحضور وأثنى على اهتمامهم ومتابعتهم، مؤكداً على أن خطة الميثاق الحالية تستهدف تنفيذ مزيداً من التدريبات والأنشطة العملية في المنطقة، وبالتالي تحقيق الطموح بالوصول إلى رفع وعي وقدرة العاملين في قطاع الإعلام والطلاب، بمعايير العمل المهني والأخلاقي ومدونة السلوك ذات الصلة.

من جهته استعرض المدير التنفيذي للميثاق، ملحم العبد الله، الأنشطة التي نفذها الميثاق خلال الفترة الماضية، كذلك تحدث عن رؤية وتوجه الميثاق خلال الفترة المقبلة.

 

تركزت الجلسة حول ثلاثة أسئلة محورية لتقييم مدى الفائدة والأثر الذين أحدثتهما الأنشطة والتدريبات، للمشاركين فيهما، كذلك للطلاب المشاركين في المسابقة (حملة المناصرة) الخاصة بموضوع الورشتين التدريبيتين.

  • لماذا تعتقد/ين أن التدريبات التي أقيمت والجلستين التعريفيتين وحملة المناصرة مهمة (المسابقة)؟
  • ما هو التغيير الذي أحدثته حملة المناصرة؟
  • ماهي التحديات التي واجهتك من خلال الحملة؟

المشارك في التدريب الإعلامي طه جالود أكد أن حملة المناصرة والأنشطة كانت مهمة بالنسبة لهم كإعلاميين، إذ “تعرفت على بنود ونص ميثاق شرف ومدونة السلوك، ولنتجنب الوقوع في الأخطاء المهنية والأخلاقية مستقبلاً”.

أضافت المشاركة الإعلامية سلوى عبد الرحمن، أنها اكتسبت من الحملة والتدريبات مهارة تحليل المواد الإعلامية، التي تنشر على الوسائل الإعلامية، وكيفية معرفة الانتهاكات التي ترتكب خلال كتابة النصوص الصحفية بكل أنواعها، مشيرةً إلى أنها تعرفت على الدور المهم لميثاق شرف في هذا الخصوص، بالإضافة لآليات توجيه الجمهور إلى الشكوى في حال ارتكب انتهاك من صحفي أو وسيلة إعلامية بحقهم، وكيفية التواصل مع ميثاق شرف، مؤكدةً على دور الميثاق في توعية الصحفيين بضرورة الالتزام بمعايير مدونة السلوك المهني والأخلاقي.

وتابع “جالود” حديثه واستذكر بدايات دخوله في المجال الإعلامي ومن ثم متابعته الدراسة الاكاديمية، وقال: “كنت متخوفاً في بداية عملي الإعلامي من نشر مادة مخالفة للمعايير، خاصةً في مناطقنا، مع ضعف وجود ضوابط ومعايير مهنية وأخلاقية تحكم العمل الإعلامي، وصحيح أنه كان لدينا لمحة عن المعايير المهنية والأخلاقية، إلا أن معرفتي وخبراتي زادت بالمعايير المخالفة لمدونة السلوك بعيد هذه الورشة التدريبية التي أقامها ميثاق شرف”.
وأشار إلى الفائدة الكبيرة التي حققتها التدريبات العملية داخل الورشات التدريبية لهم كعاملين في قطاع الإعلام، وخاصةً في كيفية تحليل الانتهاكات المهنية في المحتوى الإعلامي، مؤكداً على أنها طورت مهاراته على المستوى المهني والمستوى الاكاديمي.

 

المشاركة في التدريب الإعلامية رغد السرماني، قالت: إن “الجلسات التعريفية والتدريبات حققت لهم فوائد عديدة، منها أولاً في الاندماج بالمجتمع بشكل أوسع، والتعرف على ميثاق شرف للإعلاميين السوريين وطريقة عمله، كما كوّنت لهم صورة بانورامية اشمل لطريقة عرض المواد من قبل الإعلاميين وفهم مكامن الانتهاكات التي قد تحدث”.

سلوى عبد الرحمن قالت إنها شاركت في الجلسة التعريفية والتدريب والمسابقة، وأوضحت أنها حاولت من خلالها تنشيط ذاكرتها حول مدونة السلوك والمعايير المهنية والأخلاقية للعمل الإعلامي، وذلك لتجنب الوقوع في انتهاكات خلال عملها الصحفي.
وذكرت أن هذه التجربة الأولى لها في إنتاج هذا النوع من المواد التي شاركت فيها بالمسابقة (فيديو موشن)، إذ: “أضافت لي هذه التجربة خبرات جديدة وطورت من مهاراتي”.
وعن التغيير الذي أحدثته أو حققتها هذه الأنشطة بالنسبة لها، قالت: “إنها زادت من مهاراتها في تحليل المواد الإعلامية المخالفة للمعايير المهنية، إذ أستطيع الآن أن أحدد أين الانتهاك في المحتوى المنشور، كخطاب الكراهية أو الأخبار الزائفة أو التنميط ضد المرأة”.
وعن الأثر والتفاعل، أوضحت أن العديد من الاستفسارات والأسئلة وردتها من نساء، حول نظام الشكاوى وآلية الشكوى ضد محتوى إعلامي ينتهك معايير العمل المهني والأخلاقي.

 

حول الموضوع أوضح ملحم العبد الله، أنه ورد إلى الميثاق العديد من الاستفسارات حول المحتوى الإعلامي المخالف للمعايير، فيما أكد أحمد العبسي رئيس مجلس الإدارة على أهمية الأنشطة التي نفذها الميثاق خلال الفترة الماضية في زيادة أعداد الشكاوى الواردة إلى لجنة الشكاوى في الميثاق، مشيراً إلى أنها رفعت من سوية اطلاع الجمهور على نظام الشكاوى وساهمت في انتشاره بشكل أوسع.

وفي السياق، قال محمد الصطوف، منسق لجنة الشكاوى: “ورد إلى اللجنة، 5 شكاوى مع نهاية عام 2023، وذلك بعد الأنشطة التي نفذتها هيئة الميثاق خلال العام الماضي”، وتابع: كذلك ورد شكاوى منذ مطلع عام 2024. مشيراً إلى الأثر المباشر لحملة المناصرة والأنشطة السابقة للميثاق خلال العام الماضي في ارتفاع أعداد الشكاوى. من جهته أكد العبسي أن ذلك كان نتيجة مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي نفذها الميثاق خلال الفترة الماضية، موضحاً أن أعداد الشكاوى الواردة إلى اللجنة زادت بنسبة أكثر من 100 بالمئة مقارنةً بأعوام سابقة.

 

المشارك في التدريب الإعلامي مهند اليماني، أكد على أهمية الأنشطة التي نفذها الميثاق في شمال غربي سوريا، إذ تعرفوا إلى الميثاق “عن قرب من خلالها”، وتحدث عن الجلسة التعريفية وعن الورشة التدريبية وعن المسابقة (حملة المناصرة) وأهميتهم في زيادة معرفة الصحفيين واكتساب خبرة عملية نحو الرقي بالمحتوى الإعلامي، “ليكون خالي من الانتهاكات المهنية والأخلاقية”.
وأضاف: “كما تم إنتاج مواد في الحملة حول الانتهاكات المهنية والأخلاقية التي تخص خطاب الكراهية والتنميط ضد النساء والأخبار الزائفة (التضليل)”، وقال: “إنها أول تجربة لي في إنتاج مادة من هذا النوع، إذ شاركت في فيديو موشن جرافيك”، كما تحدث عن مشاركته في المسابقة وأهميتها والأثر الذي أحدثته على الصعيد المهني والاكاديمي.
وأكد أنه بعد مشاركته في الحملة، ورده عدة استفسارات وأسئلة من الجمهور، حول نظام الشكاوى وكيفية الشكوى والانتهاكات المهنية والأخلاقية مدعاة الشكوى، مشيراً إلى أن بعض الاستفسارات التي ودته كانت عن مدى الفائدة من الشكوى وأهميتها.

 

تحدث الإعلامي والمشارك في التدريب، عز الدين زكور، وقال: إن “الأهمية بدأت من دخول نشاط ميثاق شرف إلى الشمال السوري، وهو إضافة للمنطقة والساحة الإعلامية والصحفية، إذ تعرفنا إلى ثقافة الشكوى عبر الميثاق وتعرفنا على الميثاق المختص بالمسألة الأخلاقية في الإعلام المهني”، مؤكداً الحاجة لدخول الميثاق إلى المنطقة وتقديم التدريبات، سواء “كنا كصحفيين ممارسين أو كطلاب على أبواب الدخول في هذه المهنة”.

وتابع: “أنهم كإعلاميين كانوا يتعاطون في بداية الأمر مع هذه المعايير والمفاهيم خلال عملهم، بعفوية وبملكة شخصية دون قواعد واضحة”، مؤكداً أن هذه الأنشطة التي نفذها الميثاق، “ساهمت في تعاطينا مع هذه المفاهيم بطريقة مهنية وصحيحة”.

ونوّه “زكور” إلى أنه بعد التدريب، كشفوا العديد من حالات التنميط ضد المرأة في وسائل الإعلام، إذ “لم نكن نعلم بها أو نستطيع تحديدها بشكل دقيق” وفق تعبيره، مؤكداً أن ذلك كان من أبرز الآثار الإيجابية التي تعرفوا عليها خلال الأنشطة.

 

الإعلامي والمشارك في التدريب، محمد نعسان الدبل، أضاف أنهم كطلاب وعاملين في الحقل الإعلامي، استفادوا من التدريبات، وخاصةً بمحاوره الرئيسية، وهي التنميط ضد المرأة وخطاب الكراهية، إذ “كانت معرفتنا بهذه المعايير قليلة، كذلك مكامن وجودها في المحتوى الإعلامي وكيفية التعامل معها كمفهوم، وتجنب الوقوع بها”، مؤكداً على ضرورة معرفة العاملين في الإعلام بها وعدم الوقوع في الخطأ. مشيراً إلى أنه على سبيل المثال: “كنا نقع في التنميط ضد المرأة ولم نكن نعلم أننا نرتكب انتهاكاً في محتوانا الإعلامي، أما الآن اصبحنا نعرف ما هو التنميط وخطاب الكراهية والأخبار الزائفة، بشكل أدق ونتجنب الوقوع في الخطأ”.

وحول مشاركته في الأنشطة، الإعلامي محمد خلوف، قال: إن “التدريبات كانت هامة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإعلامي، إذ لم نكن ننتبه على تلك المعايير أثناء إعدادنا محتوى إعلامي، وبعد التدريب اصبحنا نتعلم كيف نحلل المادة الإعلامية، ونحد أين مكامن الانتهاك، وخاصة فيما يتعلق بالتنميط والتضليل وخطاب الكراهية، كما تعلمنا كيف نميّز بين الأخبار الزائفة والحقيقية”.

 

وبالإجابة على سؤال التحديات، قال عز الدين: “كان لدينا تحدي يمكن تصنيفه باللوجستي، وخاصةً بتوقيت الورشة التدريبية، إذ نحن طلاب جامعة، وكان موعد التدريب بالتزامن مع حلقات بحث في الجامعة والامتحانات”، مؤكداً على أهمية المواضيع التي تم طرحها في التدريب وبـ”ضرورة تخصيص وقت أطول لكل موضوع على حدة لتأخذ حيزها الكافي، وشموليته لتدريبات عملية بنطاق أوسع، وذلك باستعراض نماذج أكثر عن المواضيع المطروحة وعرض الأخطاء، وكيفية رصد مواد مخالفة للمعايير بطرق مبتكرة”، مشيراً إلى أن تراكم الخبرة أمر مهم بالنسبة للصحفي لزيادة مهاراته وخبرته حول التعاطي مع هذه المعايير.
عز الدين أثار نقطة يعتقد أنها هامة وفق رأيه، كانت حول أهمية توافر مهارات وخبرات عامة ومعينة لدى المتدربين المشاركين في مثل هذا النوع من التدريبات، إذ: إن “التدريبات ليست مرتبطة فقط بمعايير مهنية وأخلاقية للمحتوى الإعلامي”، وبالتالي متى تحققت هذه المهارات تكون المشاركة في هذا النوع من التدريبات ذات تأثير وفعالية أكبر، ومعها تتحقق نتائج مثمرة فيما بعد، بحسب ما قاله.

 

الصحفية سلوى عبد الرحمن تخالف زميلها عز الدين بالرأي، وقالت إن “هذه التدريبات تهدف لاطلاع العاملين في المجال الإعلامي على معايير مدونة السلوك المهني والأخلاقي والتي لا تقتصر على الصحفيين الاكاديميين أو المتمرسين، وخاصةً مع ازدياد أعداد الناشطين الإعلاميين في سوريا ما بعد انطلاق الحراك السلمي عام 2011”.

وترى أن هذه التدريبات ممكن أن تشمل الإعلاميين العاملين في منظمات المجتمع المدني أيضاً، الذين ينتجون محتوى إعلامي قد يحتوي على انتهاكات مهنية وأخلاقي، ليتكون لدى العاملين خبرة في تجاوز الأخطاء وتجنب الوقوع في انتهاكات في محتواهم الصحفي.

ركزت عبد الرحمن على نقطة تعتقد أنها مهمة وفق رأيها، إذ اقترحت أن يكون هناك مادة تدريسية تحليلية تُمكّن العاملين والطلاب، من تحليل الانتهاكات الواردة في المحتوى الإعلامي ومعرفة مكامنها، يتم تدريسها في المعاهد والجامعات الخاصة بطلاب الإعلام، مشيرةً إلى أنه “في حال كان هناك هذا النوع من المواد التدريسية أرى أن يتم تطويرها وزيادة العمل على التطبيقات العملية فيها لرفع سوية العمل المهني والأخلاقي لدى الصحفيين في المنطقة”.

يرى الإعلامي محمد البني، المشارك في التدريبات، أن يتم العمل على مشاركة التجمعات والتكتلات الإعلامية كذلك منظمات المجتمع المدني في المنطقة، مثل هذا النوع من التدريبات ويعتقد أنه نقطة تحول هامة ومفيد لجميع الصحفيين في المنطقة، وذلك “نظراً لكثرة الانتهاكات التي نشاهدها في المحتوى الإعلامي”، بحسب قوله.

من جانبه قال الإعلامي أنور السليمان، أن محتوى الأنشطة وحملة المناصرة كان مهماً وساهمت في رفع سوية العمل المهني على المستوى الشخصي له، مشيراً إلى أن “هذه المعايير كانت غائبة عني وهي فرصة ممتازة لي لزيادة معرفتي وخبرتي المهنية والإعلامية”، متمنياً أن تعاد هذه التدريبات على أن يكون الوقت المخصص لكل محور من المحاور المطروحة، أطول ويشمل تدريبات عملية وأمثلة من واقع الإعلام السوري الحاليّ، كما تحدث عن تجربته في إنتاج مادة فيديو ومشاركته في حملة المناصرة البناءة.

 

وخلُصت الجلسة باستعراض لآراء الحضور، حول الفائدة والأثر من الأنشطة التي نفذها ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، في شمال غربي سوريا، والتي تتمحور حول:

  • اجماع الحضور بزيادة معرفتهم بعمل الميثاق ودوره.
  • نظام الشكاوى وآليات الشكوى.
  • القدرة على تحليل المواد الإعلامية ومعرفة مدى وجود انتهاك في المحتوى الإعلامي.
  • تطوير انضباط ذاتي، ما هو الذي ينشر وما هو الذي لا ينشر؟ وكيف نطور الالتزام الأخلاقي في العمل الصحفي؟

 

 

لتقديم شكوى اضغط هنا