اختتمت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، الخميس 22 آب 2024، فعاليات المؤتمر الأول للصحافة الأخلاقية في سوريا، الذي عقد فيزيائياً في مدينة أعزاز شمال غربي سوريا، وعبر تطبيق الزووم.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من الصحفيين/ات والناشطين/ات العاملين في مؤسسات إعلامية سورية ومنظمات المجتمع المدني، إذ شارك في المؤتمر فيزيائياً 72 شخصاً في مدينة أعزاز، فيما شارك عبر تطبيق الزووم 43 شخصاً بينهم صحفيين عرب وأجانب.
وناقش المشاركون التحديات والحلول المحتملة لتعزيز الصحافة الأخلاقية ومكافحة قضايا مثل خطاب الكراهية والأخبار المزيفة والقوالب النمطية القائمة على النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام السورية. كما استكشفوا دور نظام الشكاوى في الصحافة من أجل المساءلة، وأهمية تدريب وتثقيف العاملين في وسائل الإعلام. وانتهى المؤتمر بإعلان الفائزين بجائزة تمنح للمؤسسات التي شاركت في جائزة الميثاق للصحافة الأخلاقية.
بالتعاون مع قناة حلب اليوم الميثاق ينظم المؤتمر الأول من نوعه في سوريا
رئيس مجلس إدارة الميثاق، أحمد العبسي ، أكد خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر على أهمية تعزيز مفهوم الصحافة الأخلاقية، مشيراً إلى أن المؤتمر يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني والإقليمي.
وأوضح أن الميثاق نظّم المؤتمر في مدينة أعزاز بالتعاون مع قناة حلب اليوم، لافتاً إلى أن الجهود التي بذلها الميثاق والمؤسسات الإعلامية السورية المستقلة، لعبت دوراً بارزاً في نجاح المؤتمر عبر المواد المشاركة في جائزة ميثاق شرف للصحافة الأخلاقية 2024.
وأضاف أن المؤتمر كان غنياً بالمقترحات والمشاركات البناءة من الحضور، مؤكداً على أهمية التعاون بين مؤسسات الإعلام السورية المستقل ومنظمات المجتمع المدني
أجندة المؤتمر توزعت على ثلاث جلسات رئيسية، يسرها الصحفي عمر أرناؤوط، مسؤول تقني ومذيع في قناة حلب اليوم، إلى جانب المقترحات والتوصيات وختاماً في إعلان نتائج جائزة ميثاق شرف للصحافة الأخلاقية 2024.
تحدث في الجلسة الأولى أحمد العبسي رئيس مجلس الإدارة، حول ميثاق شرف للإعلاميين السوريين وعمله والمؤسسات الموقعة على نصّ الميثاق، كذلك تحدثت ملاك سويد رئيسة لجنة الشكاوى في الميثاق، عن أهمية وجود لجنة الشكاوى ونظام عملها وآليات معالجة الشكاوى المتبعة في اللجنة. فيما تحدثت الدكتورة منى عبد المقصود عن الصحافة الأخلاقية وأهميتها في السياق السوري.
تخلل الجلسة الأولى استعراض لمشاريع تخرج طلاب كلية الإعلام، التي رعاها ميثاق شرف، وتحدث عنها في المؤتمر الطالب أحمد رحال بالنيابة عن زملاءه الطلاب.
ورشة عمل حول الصحافة الأخلاقية
الجلسة الثانية كانت عبارة عن ورشة عمل حول قطاع الإعلام السوري المستقل والتحديات التي تواجه الصحافة الأخلاقية (خطاب الكراهية، التنميط، الأخبار الزائفة..) ، إذ جرى تقسيم الحضور لعشر مجموعات عمل، فيزيائية وأون لاين، لمناقشة التحديات، ومن ثم خرجت المجموعات بورقات عمل تم عرضها على كافة الحضور.
وناقشت المجموعة الأولى أهم التحديات التي تواجه الصحافة الأخلاقية، من النواحي السياسية والاقتصادية، واقتراح حلول لمواجهتها، فيما ناقشت المجموعة الثانية موضوع خطاب الكراهية، باعتباره تحدياً كبيراً في الإعلام السوري المستقل والصحافة الأخلاقية في سوريا، إلى جانب وضع توصيات وحلول حول مواجهة خطاب الكراهية، أما المجموعة الثالثة ناقشت موضوع التنميط في الإعلام بشكل عام وبشكل خاص ضد النساء، وكيف يمكن أن يشكل تحدياً يواجه الإعلام السوري المستقل والصحافة الأخلاقية؟ وماهي الحلول والتوصيات لمواجهة هذا التحدي؟ بينما ناقشت المجموعة الرابعة موضوع الأخبار الزائفة والتضليل، وكيف يمكن أن تشكل تحدياً يواجه الإعلام السوري المستقل والصحافة الأخلاقية؟ وماهي الحلول والتوصيات لمواجهة هذا التحدي؟ كذلك ناقشت المجموعة الخامسة، التحديات الأخرى عن مصطلح الصحافة الأخلاقية واقتراح الحلول لها.
ثم جرى عرض نتائج مناقشات المجموعات، وعرض ورقات العمل التي خرج بها المشاركون، لتكون توصيات مستقبلية يتم العمل عليها، وتحدث عنها ضيوف من المؤسسات أعضاء الميثاق، غصون أبو الذهب رئيسة تحرير أنباء سوريا، وسيف الرضا عضو مجلس إدارة الميثاق ومدير المراسلين في قناة حلب اليوم، ويافا نواف صحفية سورية، بالإضافة إلى ميسر المؤتمر.
مجموعات عمل لمناقشة التحديات التي تواجه الصحافة الأخلاقية في سوريا
المساءلة الإعلامية وأهمية نظام الشكاوى في ميثاق شرف
الجلسة الثالثة تمحورت حول المساءلة الإعلامية وأهمية نظام الشكاوى في ميثاق شرف، تحدث عنها عضو لجنة الشكاوى، الصحفي مصعب سعود، إذ استعرض أهمية نظام الشكاوى في مسائله وسائل الإعلام في السياق السوري، كما تحدثت عضوة اللجنة الدكتورة هلاّ الملاح عن معايير مدونة السلوك المهني والأخلاقي والتي يعتبر أي انتهاك لأي منها مدعاة للشكوى.
الصحفية رفيف السيد أجابت عن سؤال: ما أهمية نظام الشكاوى في سياق منطقة شمال غربي سوريا، في ظل وجود عدد من المؤسسات الإعلامية الناشئة؟ خلال الجلسة ذاتها، فيما أجاب رئيس تحرير صحيفة حبر الصحفي غسان الجمعة عن، هل تعرضتم لشكوى ضمن حبر وفي حال وصلتكم شكوى على محتوى معين كيف تتعاملون مع الشكوى؟ وما هي الفائدة التي حصلتم عليها من التوقيع وتبني نظام الشكاوى في اعتباره أداة مساءلة وسيف مسلط على رقابكم؟
التنظيم شهد تكاتف مؤسسات إعلامية سورية مستقلة
وتضمنت فقرة ختام المؤتمر كلمة لعضو لجنة التحكيم في جائزة ميثاق شرف، الصحفي والخبير محمود عبد الهادي، الذي أكد على أهمية المؤتمر في السياق السوري، وتقدم بالتهنئة لهيئة الميثاق على تنظيمها هذه الفعالية وإطلاقها لجائزة الصحافة الأخلاقية، التي تعتبر المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، من أجل تعزيز التزام المؤسسات الإعلامية بالصحافة الأخلاقية وحث الإعلاميين على المثابرة على تحقيق مبادئها وأخلاقها في أدائهم اليومي، كما شكر هيئة الميثاق على ثقتها في أعضاء اللجنة وإسناد مهمة تحكيم الأعمال المشاركة في المسابقة لهم. وأكد على أن حصر الأعمال الفائزة في ثلاثة فقط، لم يمنع حقيقة أن سائر الأعمال المشاركة قد نجحت في التعبير عن هموم أصحابها وأحاسيسهم وقضاياهم، ربما افتقدوا أحياناً إلى الخبرة والتدريب، وأحياناً إلى الوقت والإمكانيات، إلا أنهم جميعاً نجحوا باقتدار في التعبير عن هموم الوطن السوري وشعبه وإنسانه ومأساته وظروفه وتطلعاته، كما نجحوا باقتدار في إدراك أهمية مبادئ الصحافة الأخلاقية وأهمية تطبيقها والالتزام الشديد بها في أعمالهم اليومية.
وتم الإعلان عن المراكز الثلاثة الأولى المشاركة في جائزة ميثاق شرف للصحافة الأخلاقية 2024، إذ حققت صحيفة حبر الجائزة الأولى للصحافة الأخلاقية في سورية عن مادة“ الانتحار في سورية .. موت خارج السجلات الرسمية”، فيما حقق راديو روزنة المركز الثاني عن مادة سمر وجدت عمل بعد طول انتظار، وحقق راديو نسائم سوريا المركز الثالث عن مادة منظمات إنسانية عديدة تلبي احتياجات مخيم غصن الزيتون.
إعلان جوائز المؤتمر الأول للصحافة الأخلاقية في سوريا 2024
وكانت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، قد أطلقت جائزة الصحافة الأخلاقية في منتصف العام الجاري، وذلك للمؤسسات أعضاء هيئة الميثاق، بهدف تمكين معايير الصحافة الأخلاقية والمهنية الإعلامية لدى المؤسسات الأعضاء وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان.
وشارك في الجائزة 10 مؤسسات سورية متنوعة من حيث المحتوى الذي تقدمه، ما بين محتوى مرئي ومسموع ومكتوب، وتقدمت المؤسسات بالمواد المشاركة إلى لجنة خبيرة ومستقلة قامت بمراجعة المواد وتقييمها وتحديد الفائزين بالجوائز الثلاث الأولى.
وضمت اللجنة أسماء عربية وسورية، وهم:
الدكتورة منى عبد المقصود: دكتوراة في الإعلام، أستاذ مساعد في جامعة القاهرة/ مستشارة ومدربة في أنواع الصحافة الجديدة وأدوات الإعلام، والسياسات الإعلامية.
الأستاذ محمود عبد الهادي: خبير في التخطيط الاستراتيجي الإعلامي، مؤسس ومدير سابق لمعهد الجزيرة للإعلام، مدير سابق لقناة الشروق، كاتب صحفي في العديد من المواقع العربية.
الدكتور بشار نرش: رئيس سابق لقسم الإعلام الداخلي في وزارة الإعلام السورية، كاتب صحفي في عدد من المواقع والمجلات العربية منذ 2009، عضو لجنة الشكاوى في ميثاق شرف.
الأستاذة ملاك سويد: ناقدة درامية ومعالجة نصوص درامية في MBC، محاورة وإعلامية في قناة BBC عربي منذ 2017، عضوة لجنة تحكيم مهرجان الجونة السينمائي 2023، رئيسة لجنة الشكاوى في ميثاق شرف.
أمّا المؤسسات المشاركة في جائزة الصحافة الأخلاقية فهي (راديو نسائم، صحيفة حبر، موقع أنباء سوريا، شبكة الشرقية بوست، صحيفة جسر، راديو فرش، موقع الشرق نيوز، شبكة الراصد من السويداء، راديو روزنة، رابطة الصحفيين السوريين).
